موقع T0m.com(لسان المعاني) مدونة تهدف لتقديم ذاكرة بمشاعر الآلة.وتحتوي مجموعة من الموضوعات المعرفية،وتعمل علی تقديمها بطرق مختلفة . وتعتني بذلك الجوهر الذي يظهر المجال الذي يتميز به كل مخلوق عن الآخر.
الأحد، 25 سبتمبر 2022
أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُ جميل بثينة
أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُ
وَدَهراً تَوَلّى يا بُثَينَ يَعودُ
فَنَبقى كَما كُنّا نَكونُ وَأَنتُمُ
قَريبٌ وَإِذ ما تَبذُلينَ زَهيدُ
وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها
وَقَد قُرِّبَت نَضوي أَمِصرَ تُريدُ
وَلا قَولَها لَولا العُيونُ الَّتي تَرى
لَزُرتُكَ فَاِعذُرني فَدَتكَ جُدودُ
خَليلَيَّ ما أَلقى مِنَ الوَجدِ باطِنٌ
وَدَمعي بِما أُخفي الغَداةَ شَهيدُ
أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن رُبَّ عُبرَةٍ
إِذا الدار شَطَّت بَينَنا سَتَزيدُ
إِذا قُلتُ ما بي يا بُثَينَةُ قاتِلي
مِنَ الحُبِّ قالَت ثابِتٌ وَيَزيدُ
وَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِ
تَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُ
فَلا أَنا مَردودٌ بِما جِئتُ طالِباً
وَلا حُبُّها فيما يَبيدُ يَبيدُ
جَزَتْكِ الجَوازي يا بُثَينَ سَلامَةً
إِذا ما خَليلٌ بانَ وَهُوَ حَميدُ
وَقُلْتُ لَها بَيني وَبَينَكِ فَاِعلَمي
مِنَ اللَهِ ميثاقٌ لَهُ وَعُهودُ
وَقَد كانَ حُبّيكُم طَريفاً وَتالِداً
وَما الحُبُّ إِلّا طارِفٌ وَتَليدُ
وَإِنَّ عَروضَ الوَصلِ بَيني وَبَينَها
وَإِن سَهَّلَتهُ بِالمُنى لَكَؤودُ
وَأَفنَيتُ عُمري بِاِنتِظارِيَ وَعدَها
وَأَبلَيتُ فيها الدَهرَ وَهوَ جَديدُ
فَلَيتَ وُشاةَ الناسِ بَيني وَبَينَها
يَدوفُ لَهُم سُمّاً طَماطِمُ سودُ
وَلَيتَهُمُ في كُلِّ ممسىً وَشارِقٍ
تُضاعفُ أَكبالٌ لَهُم وَقُيودُ
وَيَحسَبُ نِسوانٌ مِنَ الجَهلِ أَنَّني
إِذا جِئتُ إِيّاهُنَّ كُنتُ أُريدُ
فَأَقسِمُ طَرفي بَينَهُنَّ فَيَستَوي
وَفي الصَدرِ بَونٌ بَينَهُنَّ بَعيدُ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً
بِوادي القُرى إِنّي إِذَن لَسَعيدُ
وَهَل أَهبِطَن أَرضاً تَظَلُّ رِياحُها
لَها بِالثَنايا القاوِياتِ وَئيدُ
وَهَل أَلقَيَن سُعدى مِنَ الدَهرِ مَرَّةً
وَما رَثَّ مِن حَبلِ الصَفاءِ جَديدُ
وَقَد تَلتَقي الأَشتاتُ بَعدَ تَفَرُّقٍ
وَقَد تُدرَكُ الحاجاتُ وَهيَ بَعيدُ
وَهَل أَزجُرَن حَرفاً عَلاةً شِمِلَّةً
بِخَرقٍ تُباريها سواهِمُ قودُ
عَلى ظَهرِ مَرهوبٍ كَأَنَّ نَشوزَهُ
إِذا جازَ هُلّاكُ الطَريقِ رُقودُ
سَبَتني بِعَينَي جُؤذُرٍ وَسطَ رَبرَبٍ
وَصَدرٌ كَفاثورِ اللُجَينِ وَجيدُ
تَزيفُ كَما زافَت إِلى سَلِفاتِها
مُباهِيَةٌ طَيَّ الوِشاحِ مَيودُ
إِذا جِئتُها يَوماً مِنَ الدَهرِ زائِراً
تَعَرَّضَ مَنفوضُ اليَدَينِ صَدودُ
يَصُدّ وَيُغضي عَن هَوايَ وَيَجتَني
ذَنوباً عَلَيها إِنَّهُ لَعَنودُ
فَأَصرِمُها خَوفاً كَأَنّي مُجانِبٌ
وَيَغفلُ عَنّا مَرَّةً فَنَعودُ
وَمَن يُعطَ في الدُنيا قَريناً كَمِثلِها
فَذَلِكَ في عَيشِ الحَياةِ رَشيدُ
يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما لَقيتُها
وَيَحيا إِذا فارَقتُها فَيَعودُ
يَقولونَ جاهِد يا جَميلُ بِغَزوَةٍ
وَأَيَّ جِهادٍ غَيرُهُنَّ أُريدُ
لِكُلِّ حَديثٍ بَينَهُنَّ بَشاشَةٌ
وَكُلُّ قَتيلٍ عِندَهُنَّ شَهيدُ
وَأَحسَنُ أَيّامي وَأَبهَجُ عيشَتي
إِذا هيجَ بي يَوماً وَهُنَّ قُعودُ
تَذَكَّرتُ لَيلى فَالفُؤادُ عَميدُ
وَشَطَّت نَواها فَالمَزارُ بَعيدُ
عَلِقتُ الهَوى مِنها وَليداً فَلَم يَزَل
إِلى اليَومِ يَنمي حُبُّها وَيَزيدُ
فَما ذُكِرَ الخلّانُ إِلّا ذَكَرتُها
وَلا البُخلُ إِلّا قُلتُ سَوفَ تَجودُ
إِذا فَكَّرَت قالَت قَدِ اِدرَكتُ وُدَّهُ
وَما ضَرَّني بُخلي فَكَيفَ أَجودُ
فَلَو تُكشَفُ الأَحشاءُ صودِفَ تَحتُها
لبَثنَةَ حُبٌّ طارِفٌ وَتَليدُ
أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ ذي الوَدعِ أَنَّني
أُضاحِكُ ذِكراكُم وَأَنتِ صَلودُ
فَهَل أَلقَيَن فَرداً بُثَينَةَ لَيلَةً
تَجودُ لَنا مِن وُدِّها وَنَجودُ
وَمَن كانَ في حُبّي بُثَينَةَ يَمتَري
فَبَرقاءُ ذي ضالٍ عَلَيَّ شَهيدُ
عنترة بن شداد / رمت الفؤاد مليحة العذراء
رمتِ الفؤادَ مليحة ٌ عذراءُ
بسهامِ لحظٍ ما لهنَّ دواءُ
مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْنَ نَوَاهِدٍ
مِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَاءُ
فاغتالني سقمِى الَّذي في باطني
أخفيتهُ فأذاعهُ الإخفاءُ
خطرتْ فقلتُ قضيبُ بانٍ حركت
أعْطَافَه ُ بَعْدَ الجَنُوبِ صَبَاءُ
ورنتْ فقلتُ غزالة ٌ مذعورة ٌ
قدْ راعهَا وسطَ الفلاة ِ بلاءُ
وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَة َ تِمِّهِ
قدْ قلَّدَتْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ
بسمتْ فلاحَ ضياءُ لؤلؤ ثغرِها
فِيهِ لِدَاءِ العَاشِقِينَ شِفَاءُ
سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايلَتْ
لجلالهِا أربابنا العظماءُ
يَا عَبْلَ مِثْلُ هَواكِ أَوْ أَضْعَافُهُ
عندي إذا وقعَ الإياسُ رجاءُ
إن كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فإنَّني
في هَّمتي لصروفهِ أرزاءُ
بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ لبيد بن ربيعة
لبيد بن ربيعة
بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ
وَتَبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ
وَقَد كُنتُ في أَكنافِ جارِ مَضِنَّةٍ
فَفارَقَني جارٌ بِأَربَدَ نافِعُ
فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا
وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ
فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ
وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ
وَما الناسُ إِلّا كَالدِيارِ وَأَهلُها
بِها يَومَ حَلّوها وَغَدواً بَلاقِعُ
وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ
وَما البِرُّ إِلّا مُضمَراتٌ مِنَ التُقى
وَما المالُ إِلّا مُعمَراتٌ وَدائِعُ
وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ
وَلا بُدَّ يَوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ
وَيَمضونَ أَرسالاً وَنَخلُفُ بَعدَهُم
كَما ضَمَّ أُخرى التالِياتِ المُشايِعُ
وَما الناسُ إِلّا عامِلانِ فَعامِلٌ
يُتَبِّرُ ما يَبني وَآخَرَ رافِعُ
فَمِنهُم سَعيدٌ آخِذٌ لِنَصيبِهِ
وَمِنهُم شَقِيٌّ بِالمَعيشَةِ قانِعُ
أَلَيسَ وَرائي إِن تَراخَت مَنِيَّتي
لُزومُ العَصا تُحنى عَلَيها الأَصابِعُ
أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت
أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ
فَأَصبَحتُ مِثلَ السَيفِ غَيَّرَ جَفنَهُ
تَقادُمُ عَهدَ القَينِ وَالنَصلُ قاطِعُ
فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ
عَلَيكَ فَدانٍ لِلطُلوعِ وَطالِعُ
أَعاذِلَ ما يُدريكَ إِلّا تَظَنِّيّاً
إِذا اِرتَحَلَ الفِتيانُ مَن هُوَ راجِعُ
تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى
أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ
أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى
وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ
لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى
وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ
سَلوهُنَّ إِن كَذَّبتُموني مَتى الفَتى
يَذوقُ المَنايا أَو مَتى الغَيثُ واقِعُ