‏إظهار الرسائل ذات التسميات الديوان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الديوان. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2023

خليل مطران/قصيدة المساء



داء ألمّ فخلت فيه شفائي
من صبوتي فتضاعفت بُرحائي
يا للضعيفين إستبدا بي وما
في الظلم مثل تحكّم الضعفاء
قلب أذابته الصبابة والجوى
وغلالة رثت من الأدواء
والروح بينهما نسيم تنهد
في حالي التصويب والصعداء
والعقل كالمصباح يغشى نوره
كدري ويضعفه نضوب دمائي
هذا الذي أبقيتيه يامنيتي
من أضلعي وحشاشتي وذكائي
إني أقمت على التعل بالمنى
في غربة قالوا تكون دوائي
إن يشفي هذا الجسم طيب هواءها
أيلطف النيران طيب هوائي؟
او يمسك الحوباء حسن مقامها
هل مسكة في البعد للحوباء؟
عبث طوى في البلاد وعلة
في علة منفاي لإستشفائي
متفرد بصبابتي متفرد
بكآبتي ومنفرد بعنائي
شاكي الى البحر إضطراب خواطري
فيجيبني برياحه الهوجاء
ثاوي على صخر أصم وليت لي
قلباً كهذه الصخرة الصماء
يا للغروب وما به من عبرة
للمستهام وعبرة للرائي
ولقد ذكرتك والنهار مودع
والقلب بين مهابة ورجاء
فكأن آخر دمعة للكون قد
مزجت بآخر أدمعي لرثائي
وكأنني آنست يومي زائلاً
فرأيت في المرآة كيف مسائي

الاثنين، 7 نوفمبر 2022

من اجمل القصائد

اجمل القصائد الشعريه يا رب مائسة المعاطف تزدهي من 

القصائد في وصف الطبيعة لابن خفاجة 
 :[١] 


يا ربّ مائسة ِ المعاطفِ تزدهي 
 من كلّ غصنٍ خافقٍ بوشاحِ 
مُهتَزّة ٍ، يَرتَجّ، مِن أعطافِها، 
ما شئتَ من كفلٍ يموجُ رداحِ 
نَفَضَتْ، ذوائِبَها، الرّياحُ عَشيّة ً، 
فتَمَلّكَتها هِزّة ُ المُرتاحِ  
حَطّ الرّبيعُ قِناعَها عن مَفرِقٍ 
 شَمطٍ، كَمَا تَرتَدّ كاسُ الرّاحِ 
 لفاءُ حاكَ لها الغمامُ ملاءة ًً
 لَبِسَتْ بها، حُسناً، قَميصَ صَباحِ 
 نَضَحَ النّدَى نُوّارَها، فكأنّما 
 مسحت معاطفها يمينُ سماحِ 
 و لوى الخليجُ هناك صفحة َ معرضٍ 
لثمت سوالفها ثغورُ أقاحِ 


 واحر قلباه ممن قلبه شبم من قصائد المتنبي في مدح سيف َ

الدولة الحمداني:[٢]  



وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ 
 وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ 
 ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي 
 وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ
 إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرّتِهِ
 فَلَيْتَ أنّا بِقَدْرِ الحُبّ نَقْتَسِمُ 
 قد زُرْتُهُ وَسُيُوفُ الهِنْدِ مُغْمَدَةٌ 
 وَقد نَظَرْتُ إلَيْهِ وَالسّيُوفُ دَمُ 
 فكانَ أحْسَنَ خَلقِ الله كُلّهِمِ 
 وَكانَ أحسنَ ما في الأحسَنِ الشّيَمُ
 فَوْتُ العَدُوّ الذي يَمّمْتَهُ ظَفَرٌ 
 في طَيّهِ أسَفٌ في طَيّهِ نِعَمُ 
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ 
 لَكَ المَهابَةُ ما لا تَصْنَعُ البُهَمُ 
 أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها 
أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ 
 أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشاً فانْثَنَى هَرَباً
 تَصَرّفَتْ بِكَ في آثَارِهِ الهِمَمُ 
 عَلَيْكَ هَزْمُهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ 
 وَمَا عَلَيْكَ بهِمْ عارٌ إذا انهَزَمُوا
 أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْواً سِوَى ظَفَرٍ 
 تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّممُ
 يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي
 فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ 
 أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً 
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ
 وَرَمُ وَمَا انْتِفَاعُ أخي الدّنْيَا بِنَاظِرِهِ 
 إذا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأنْوارُ وَالظُّلَمُ

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022

قطري بن الفجاءة » أقول لنفسي حين طال حصارها


اقول لنفسي حين طال حصارها

وَفارَقَها لِلحادِثاتِ نَصيرُها

لَكِ الخَيرُ موتي إِنَّ في الخَيرِ راحَةً

فَيَأتي عَلَيها حَينُها ما يُضيرُها

فَلَو أَنَّها تَرجو الحَياةَ عَذَرتُها

وَلكِنَّها لِلمَوتِ يُحدى بَعيرُها

وَقَد كُنتُ أوفي لِلمُهَلَّبِ صاعَهُ

وَيَشجى بِنا وَالخَيلُ تُثنى نُحورَها

إِذا ما أَتَت خَيلٌ لِخَيلٍ لَقيتُها

بِأَقرانِها أُسداً تَدانى زَئيرُها

وَلا يَبتَغي الهِندِيُّ إِلّا رُؤوسَها

وَلا يَلتَقي الخَطِيَّ إِلّا صُدورَها

فَفَرَّقَ أَمري عَبدُ رَبٍّ وصَحبُهُ

أَدارَ رَحى مَوتٍ عَلَيهِ مُديرُها

فَقُدماً رَأى مِنّا المُهَلَّبُ فُرصَةً

فَها تِلكَ أَعدائي طَويلٌ سُرورُها

وَأَعظَمُ مِن هذا عَلَيَّ مُصيبَةً

إِذا ذَكَرَتها النَفسُ طالَ زَفيرُها

فِراقُ رِجالٍ لَم يَكونوا أَذِلَّةً

وَقَتلُ رِجالٍ جاشَ مِنها ضَميرُها

لَقونِيَ بِالأَمرِ الَّذي في نُفوسِهِم

وَلا يَقتُلُ الفُجّارَ إِلّا فُجورُها

غَبَرنا زَماناً وَالشُراةُ بِغِبطَةٍ

يُسَرُّ بِها مَأمورُها وَأَميرُها







دَعوتـُكَ للجَفــن القريـْــحِ المسهـَّــدِ/افضل قصائد ابو فراس الحمداني


دَعوتُكَ لِلجَفنِ القَريحِ المُسَهَّدِ

لَدَيَّ وَلِلنَومِ القَليلِ المُشَرَّدِ

وَما ذاكَ بُخلاً بِالحَياةِ وَإِنَّها

لَأَوَّلُ مَبذولٍ لِأَوَّلِ مُجتَدِ

وَما الأَسرُ مِمّا ضِقتُ ذَرعاً بِحَملِهِ

وَما الخَطبُ مِمّا أَن أَقولَ لَهُ قَدي

وَما زَلَّ عَنّي أَنَّ شَخصاً مُعَرَّضاً

لِنَبلِ العِدى إِن لَم يُصَب فَكَأَن قَدِ

وَلَكِنَّني أَختارُ مَوتَ بَني أَبي

عَلى صَهَواتِ الخَيلِ غَيرِ مُوَسَّدِ

وَتَأبى وَآبى أَن أَموتَ مُوَسَّداً

بِأَيدي النَصارى مَوتَ أَكمُدَ أَكبَدِ

نَضَوتُ عَلى الأَيّامِ ثَوبَ جَلادَتي

وَلَكِنَّني لَم أَنضَ ثَوبَ التَجَلُّدِ

وَما أَنا إِلّا بَينَ أَمرٍ وَضِدَّهُ

يُجَدَّدُ لي في كُلِّ يَومٍ مَجَدَّدِ

فَمِن حُسنِ صَبرٍ بِالسَلامَةِ واعِدي

وَمِن رَيبِ دَهرٍ بِالرَدى مُتَوَعَّدي

أُقَلِّبُ طَرفي بَينَ خِلٍّ مُكَبَّلٍ

وَبَينَ صَفِيٍّ بِالحَديدِ مُصَفَّدِ

دَعَوتُكَ وَالأَبوابُ تُرتَجُ دونَنا

فَكُن خَيرَ مَدعُوٍّ وَأَكرَمَ مُنجِدِ

فَمِثلُكَ مَن يُدعى لِكُلِّ عَظيمَةٍ

وَمِثلِيَ مَن يُفدى بِكُلِّ مُسَوَّدِ

أُناديكَ لا أَنّي أَخافُ مِنَ الرَدى

وَلا أَرتَجي تَأخيرَ يَومٍ إِلى غَدِ

وَقَد حُطِّمَ الخَطِّيُّ وَاِختَرَمَ العِدى

وَفُلَّلَ حَدُّ المَشرَفيِّ المُهَنَّدِ

وَلَكِن أَنِفتُ المَوتَ في دارِ غُربَةٍ

بِأَيدي النَصارى الغُلفُ ميتَةَ أَكمَدِ

فَلا تَترُكِ الأَعداءَ حَولي لِيَفرَحوا

وَلا تَقطَعِ التَسآلَ عَنّي وَتَقعُدِ

وَلا تَقعُدَن عَنّي وَقَد سيمَ فِديَتي

فَلَستَ عَنِ الفِعلِ الكَريمِ بِمُقعَدِ

فَكَم لَكَ عِندي مِن إِيادٍ وَأَنعُمٍ

رَفَعتَ بِها قَدري وَأَكثَرتَ حُسَّدي

تَشَبَّث بِها أُكرومَةً قَبلَ فَوتِها

وَقُم في خَلاصي صادِقَ العَزمِ وَاِقعُدِ

فَإِن مُتَّ بَعدَ اليَومِ عابَكَ مَهلَكي

مَعابَ النِزارِيِّنَ مَهلَكَ مَعبَدِ

هُمُ عَضَلوا عَنهُ الفِداءَ فَأَصبَحوا

وَهُذّونَ أَطرافَ القَريضِ المُقَصَّدِ

وَلَم يَكُ بِدعاً هُلكُهُ غَيرَ أَنَّهُم

يُعابونَ إِذ سيمَ الفِداءُ وَما فُدي

فَلا كانَ كَلبُ الرومِ أَرأَفَ مِنكُمُ

وَأَرغَبَ في كَسبِ الثَناءِ المُخَلَّدِ

وَلا بَلَغَ الأَعداءُ أَن يَتَناهَضوا

وَتَقعُدَ عَن هَذا العَلاءِ المُشَيَّدِ

أَأَضحَوا عَلى أَسراهُمُ بِيَ عُوَّداً

وَأَنتُم عَلى أَسراكُمُ غَيرُ عُوَّدِ

مَتى تُخلِفُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً

طَويلَ نِجادِ السَيفِ رَحبَ المُقَلَّدِ

مَتى تَلِدُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً

شَديداً عَلى البَأساءِ غَيرَ مُلَهَّدِ

فَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا شَرَفَ العُلا

وَأَسرَعَ عَوّادٍ إِلَيها مُعَوَّدِ

وَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا لِعُلاكُم

فَتىً غَيرَ مَردودِ اللِسانِ أَوِ اليَدِ

يُدافِعُ عَن أَعراضِكُم بِلِسانِهِ

وَيَضرِبُ عَنكُم بِالحُسامِ المُهَنَّدِ

فَما كُلُّ مَن شاءَ المَعالي يَنالُها

وَلا كُلُّ سَيّارٍ إِلى المَجدِ يَهتَدي

أَقِلني أَقِلني عَثرَةَ الدَهرِ إِنَّهُ

رَماني بِسَهمٍ صائِبِ النَصلِ مُقصِدِ

وَلَو لَم تَنَل نَفسي وَلاءَكَ لَم أَكُن

لِؤورِدَها في نَصرِهِ كُلَّ مَورِدِ

وَلا كُنتُ أَلقى الأَلفَ زُرقاً عُيونُها

بِسَبعينَ فيهِم كُلَّ أَشأَمَ أَنكَدِ

فَلا وَأَبي ما ساعِدانِ كَساعِدٍ

وَلا وَأَبي ما سَيِّدانِ كَسَيِّدِ

وَلا وَأَبي ما يَفتُقُ الدَهرُ جانِباً

فَيَرتُقُهُ إِلّا بِأَمرٍ مُسَدَّدِ

وَإِنَّكَ لِلمَولى الَّذي بِكَ أَقتَدي

وَإِنَّكَ لِلنَجمِ الَّذي بِكَ أَهتَدي

وَأَنتَ الَّذي عَرَّفتَني طُرُقَ العُلا

وَأَنتَ الَّذي أَهدَيتَني كُلَّ مَقصَدِ

وَأَنتَ الَّذي بَلَّغتَني كُلَّ رُتبَةٍ

مَشيتُ إِلَيها فَوقَ أَعناقِ حُسَّدي

فَيا مُلبِسي النُعمى الَّتي جَلَّ قَدرُها

لَقَد أَخلَقَت تِلكَ الثِيابُ فَجَدِّدِ

أَلَم تَرَ أَنّي فيكَ صافَحتُ حَدَّها

وَفيكَ شَرِبتُ المَوتُ غَيرَ مُصَرَّدِ

يَقولونُ جَنِّب عادَةً ما عَرَفتَها

شَديدٌ عَلى الإِنسانِ مالَم يُعَوَّدِ

فَقُلتُ أَما وَاللَهِ لاقالَ قائِلٌ

شَهِدتُ لَهُ في الحَربِ أَلأَمَ مَشهَدِ

وَلَكِن سَأَلقاها فَإِمّا مَنِيَّةٌ

هِيَ الظَنُّ أَو بُنيانُ عِزٍّ مُوَطَّدِ

وَلَم أَدرِ أَنَّ الدَهرَ في عَدَدِ العِدى

وَأَنَّ المَنايا السودَ يَرمَينَ عَن يَدِ

بَقيتَ اِبنَ عَبدِ اللَهِ تُحمى مِنَ الرَدى

وَيَفديكَ مِنّا سَيِّدٌ بَعدَ سَيِّدِ

بِعيشَةِ مَسعودٍ وَأَيّامِ سالِمٍ

وَنِعمَةِ مَغبوطٍ وَحالِ مُحَسَّدِ

وَلا يَحرَمَنّي اللَهُ قُربَكَ إِنَّهُ

مُرادي مِنَ الدُنيا وَحَظّي وَسُؤدَدي

أَرانا موضِعينَ لِأَمرِ غَيبٍ/امرؤ القيس

أَرانا موضِعينَ لِأَمرِ غَيبٍ

وَنُسحَرُ بِالطَعامِ وَبِالشَرابِ

عَصافيرٌ وَذِبّانٌ وَدودٌ

وَأَجرَأُ مِن مُجَلَّحَةِ الذِئابِ

فَبَعضَ اللومِ عاذِلَتي فَإِنّي

سَتَكفيني التَجارِبُ وَاِنتِسابي

إِلى عِرقِ الثَرى وَشَجَت عُروقي

وَهَذا المَوتُ يَسلِبُني شَبابي

وَنَفسي سَوفَ يَسلِبُها وَجِرمي

فَيُلحِقَني وَشيكًا بِالتُرابِ

أَلَم أَنضِ المَطِيَّ بِكُلِّ خَرقٍ

أَمَقِّ الطولِ لَمّاعِ السَرابِ

وَأَركَبُ في اللَهامِ المُجرِ حَتّى

أَنالَ مَآكِلَ القُحمِ الرِغابِ

وَكُلُّ مَكارِمِ الأَخلاقِ صارَت

إِلَيهِ هِمَّتي وَبِهِ اِكتِسابي

وَقَد طَوَّفتُ في الآفاقِ حَتّى

رَضيتُ مِنَ الغَنيمَةِ بِالإِيابِ

أَبَعدَ الحارِثِ المَلِكِ اِبنِ عَمروٍ

وَبَعدَ الخَيرِ حُجرٍ ذي القِبابِ

أُرَجّي مِن صُروفِ الدَهرِ لين

وَلَم تَغفَل عَنِ الصُمِّ الهِضابِ

وَأَعلَمُ أَنَّني عَمّا قَريبٍ

سَأَنشِبُ في شَبا ظِفرٍ وَنابِ

كَما لاقى أَبي حُجرٌ وَجَدّي

وَلا أَنسى قَتيلًا بِالكِلابِ

الأحد، 25 سبتمبر 2022

يا عروس المجد تيهي واسحبي:عمر أبو ريشة

يا عروس المجد تيهي  واسحبي

فـي مـغانينا ذيـول الـشهب

لـن تـري حـفنة رمل  فوقها

لـم تـعطر بدما  حـر أبـيّ

درج  الـبـغي عـليها  حـقبة

وهــو ى دون بـلوغ  الأرب

وارتـمى كـبر الـليالي  دونها

لـين الـناب كـليل  الـمخلب

لا يـموت الـحق مهما  لطمت

عـارضيه  قـبضة  المغتصب

مـن هـنا شـق الهدى  أكمامه

وتـهادى  مـوكبا فـي  موكب

وأتـى الـدنيا فـرقت  طـربا

وانـتشت مـن عبقه  المنسكب

وتـغـنت بالمروءات   الـتي

عـرفتها  فـي فـتاها  العربي

أصـيدٌ  ضـاقتْ به  صحراؤه

فـأعـدَّتهُ لأفــقٍ  أرحــبِ

هـبَّ  لـلفتح فـأدمى  تـحته

حـافرُ الـمهر جـبينَ الكوكبِ

وأمـانيه انـتفاض الأرض من

غـيهب  الـذلِّ وذلِّ  الـغيهب

وانـطلاق الـنور حتى يرتوي

كـل جـفن بـالثرى مختضب

حـلم  ولـى ولـم يُـجرح  به

شـرفُ  المسعى ونبلُ  المطلب

يـا عروسَ المجد طالَ  الملتقى

بـعدما  طـال جوى  المغترب

سـكرت أجـيالنا فـي  زهوها

وغـفت عـن كـيد دهر  قُلّبِ

وصـحـونا  فــإذا  أعـناقنا

مـثـقلات  بـقيود  الأجـنبي

فـدعوناكِ  فـلم نـسمع  سوى

زفـرة مـن صـدرك المكتئب

قـد عـرفنا مـهرك الغالي فلم

نـرخص  الـمهر ولم  نحتسب

فـحـملنا لك إكـليل  الـوفا

ومـشينا فـوق هـام  النوبِ

وأرقـنـاها  دمــاء حــرة

فاغرفي  ما شئت منها  واشربي

وامـسحي دمع اليتامى وابسمي

والمسي جرح الحزانى واطربي

نـحن مـن ضـعف بنينا  قوة

لــم تـلن لـلمارد  الـملتهب

كـم لـنا مـن ميسلون نفضت

عـن  جـناحيها غـبار التعب

كـم نـبت أسـيافنا في  ملعب

وكـبت  أفـراسنا فـي  ملعب

مـن  نـضال عاثر  مصطخب

لـنـضال عـاثر  مـصطخب

شرف  الوثبة أن ترضي  العلى

غُـلِبَ  الـواثبُ أم لـم  يُغْلَبِ

فـالتفِت من كوّةِ الفردوسِ يا

فيصلَ العلياءَ وانظرْ واعجبِ

أترى كيفَ اشتفى الثأرُ من

الــفاتـحِ المسترقِ المستلبِ ؟

و طوى ما طالَ من راياته

في ثنايا نجمهِ المحتجـبِ

ما نسينا دمعـةً عاصيتَها

في وداعِ الأمـلِ المرتقـبِ

رجفتْ بالأمسِ سكرى ألمٍ

فأسلها اليومَ سكرى طربِ !

يا لنعمى خفَّ في أظلالها

ما حملنا في ركابِ الحقبِ

أينما جالَ بنا الطرفُ انثنى

وطيوفُ الزهوِ فوقَ الهدبِ

هذه تربتُنا، لـن تزدهـي

بسوانا مـن حُماةٍ نُـدُبِ

فلنصنْ مَن حَرَمَ الملكَ لها

منبرَ الحقـدِ وسيفَ الغضبِ

و لنُسلْ حنجرةَ الشدوِ بها

بينَ أطلالِ الضحايا الغيّـبِ

ضلّت الأمّةُ إن أرختْ على

جرحِ ماضيها كثيفَ الحجبِ !

مـا بلـغنا بعدُ من أحلامنا

ذلكَ الحلـمَ الكـريمَ الذهبي

أينَ في القدسِ ضلوعٌ غضّةٌ

لم تلامسها ذنابى عقـربِ؟

وقفَ التاريـخُ في محرابها

وقفةَ المرتجـفِ المضطـربِ

كم روى عنها أناشيدَ النّهى

في سماعِ العالمِ المستغـربِ؟

أيُّ أنشودةِ خزيٍ غصَّ في

بثّها بينَ الأسى والكـربِ

من لأبناءِ السـبايا ركبـوا

للأماني البيضِ أشهى مركـبِ

و متى هزّوا علينا رايـةً

ما انطوتْ بينَ رخيصِ السَّلَبِ؟

ومَنِ الطاغي الذي مدَّ لهم

من سرابِ الحقِّ أوهى سببِ؟

أو مـا كنّا لـه في خطبـهِ

معقلَ الأمن ِ وجسرَ الهربِ؟

مـا لنا نلمـحُ فـي مشيتهِ

مخلبَ الذئـبِ وجلدَ الثعلبِ؟

يا لذلِّ العهدِ إن أغضى أسىً

فوقَ صدرِ الشرفِ المنتحـبِ!

يا روابي القدسِ يا مجلى السّنا

يا رؤى عيسى على جفنِ النبي

دونَ عليائكِ في الرحبِ المدى

صهلةُ الخيلِ ووهجُ القضـُبِ !

لـمّتِ الآمـالُ مـنّا شملنا

ونمـتْ ما بيننا من نسـبِ

فإذا مصـرُ أغـاني جلّـقٍ

وإذا بغـدادُ نجـوى يثـربِ

ذهبـتْ أعلامُها خافـقـةً

والتقـى مشـرقُها بالمغـربِ

كلّما انقضَّ عليها عاصـفٌ

دفنتـهُ في ضلـوعِ السّحـبِ

بوركَ الخطبُ، فكم لفَّ على

سهمهِ أشتاتَ شعـبٍ مغضبِ

يا عروسَ المجدِ حسبي عزّةً

أن أرى المجدَ انثنى يعتـزُّ بي

أنا لولاهُ لمـا طوّفـتُ فـي

كـلِّ قفـرٍ مترامٍ مجـدبِ

ربَّ لحنٍ سالَ عن قيثارتي

هزَّ أعطافَ الجهادِ الأشـيبِ

لبـلادي ولـروّادِ الـسّـنا

كـلُّ ما ألهمـتِني من أدبِ

وَما سَجَعَت وَرقاءُ تَهتُفُ بِالضُحى::قيس بن ذريح

وَما سَجَعَت وَرقاءُ تَهتُفُ بِالضُحى

تُصَعِّدُ في أَفنانِها وَتُصَوِّبُ

وَما أَمطَرَت يَوماً بِنَجدٍ سَحابَةٌ

وَما اِخضَرَّ بِالأَجراعِ طَلحٌ وَتَنضُبُ

وَقالَ أُناسٌ وَالظُنونُ كَثيرَةٌ

وَأَعلَمُ شَيءٍ بِالهَوى مَن يُجَرِّبُ

أَلا إِنَّ في اليَأسِ المُفَرِّقُ راحَةً

سَيُسليكَ عَمَّن نَفعُهُ عَنكَ يَعزُبُ

فَكُلُّ الَّذي قالوا بَلَوتُ فَلَم أَجِد

لِذي الشَجوِ أَشفى مِن هَوى حينَ يَقرُبُ

عَلَيها سَلامُ اللَهِ ما هَبَّتِ الصَبا

وَما لاحَ وَهنا في دُجى اللَيلِ كَوكَبُ

فَلَستُ بِمُبتاعٍ وِصالاً بِوَصلِها

وَلَستُ بِمُفشٍ سِرَّها حينَ أَغضَبُ

بَسَطَتْ رَابِعَةُ الحَبْلَ لَنا:سويد بن أبي كاهل اليشكري


1: بَسَطَتْ رَابِعَةُ الحَبْلَ لَنا = فَوَصَلْنَا الحَبلَ منها ما اتَّسَعْ
2: حُرَّةٌ تَجْلُو شَتِيتاً وَاضِحاً = كشُعَاعِ الشمسِ في الغَيْم سَطَعْ
3: صَقلَتْهُ بِقَضِيبٍ ناضِرٍ = مِنْ أَراكٍ طَيِّبٍ حتى نَصَعْ
4: أَبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيذاً طَعْمُهُ = طَيِّبَ الرِّيقِ إِذا الريقُ خَدَعْ
5: تَمْنَحُ المِرآةَ وَجْهاً وَاضِحاً = مثلَ قَرْنِ الشمسِ في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ
6: صَافِيَ اللَّوْنِ، وطَرْفاً ساجِياً = أَكْحَلَ العَيْنَيْنِ ما فيه قَمَعْ
7: وقُرُوناً سَابِغاً أَطْرَافُها = غَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ
8: هَيَّجَ الشَّوْقَ خَيَالٌ زَائرٌ = مِن حَبيبٍ خَفِرٍ فيهِ قَدَعْ
9: شَاحِطٍ جَازَ إِلى أَرْحُلِنَا = عُصَبَ الغَابِ طُرُوقاً لم يُرَعْ
10: آنِس كان إِذَا ما اعْتادَنِي = حالَ دُونَ النَّوْمِ مِنِّي فامْتَنَعْ
11: وكذَاكَ الحُبُّ ما أَشْجَعَهُ = يَرْكَبُ الهَوْلَ وَيَعْصِي مَنْ وَزَعْ
12: فأَبيتُ الليلَ ما أَرْقُدُهُ = وبِعَيْنَيَّ إِذَا نَجمٌ طَلَعْ
13: وإِذَا ما قلتُ لَيْلٌ قد مَضَى = عَطَفَ الأَوَّلُ مِنهُ فَرَجَعْ
14: يَسْحبُ الليلُ نُجُوماً ظُلَّعاً = فَتَوَالِيهَا بَطيئاتُ التَّبَعْ
15: ويُزَجِّيها عَلَى إِبْطائِها = مُغْرَبُ اللَّوْنِ إِذَا اللَّوْنُ انْقشَعْ
16: فَدَعانِي حُبُّ سَلْمَى بَعْدَ ما = ذَهَبَ الجِدَّةُ مِنِّي والرَّيَعْ
17: خَبَّلَتْني ثُمَّ لمَّا تُشْفِنِي = فَفُؤَادِي كلَّ أَوْبٍ ما اجتَمَعْ
18: ودَعَتْنِي بِرُقاهَا، إِنَّها = تُنزِلُ الأَعْصَمَ مِن رَأْسِ اليَفَعْ
19: تُسْمِعُ الحُدَّاثَ قولاً حَسَناً = لو أَرَادُوا غَيرَهُ لم يُسْتَمَعْ
20: كَمْ قَطَعْنا دُونَ سَلْمَى مَهْمَهاً = نازِحَ الغَوْرِ إِذَا الآلُ لَمَعْ
21: في حَرُور يَنْضَجُ اللَّحْمُ بها = يأَخُذُ السَّائِرِ فيها كالصَّقَعْ
22: وتَخَطَّيْتُ إِليها مِن عُدىً = بِزَماعِ الأَمْرِ والهَمِّ الكَنِعْ
23: وفَلاَةٍ وَاضِحٍ أَقْرَابُهَا = بَالِياتٌ مثلُ مُرْفَتِّ القَزَعْ
24: يَسْبَحُ الآلُ عَلَى أعْلاَمِها = وعَلَى البِيدِ إِذَا اليومُ مَتَعْ
25: فَرَكِبْناها عَلَى مَجْهُولِها = بِصِلاَبِ الأَرْضِ فيهِنَّ شَجَعْ
26: كالمَغَالِي عارِفاتٍ لِلسُّرَى = مُسْنَفاتٍ لَمْ تُوَشَّمْ بِالنِّسَعْ
27: فَتَرَاها عُصُفاً مُنْعَلَةً = بِنِعَالِ القَيْنِ يَكْفِيها الوَقَعْ
28: يَدَّرِعْنَ الليلَ يَهْوِينَ بِنَا = كَهَوِيِّ الكُدْرِ صَبَّحْنَ الشَّرَعْ
29: فَتَنَاوَلْنَ غِشاشاً مَنْهَلاً = ثمَّ وَجَّهْنَ لأَِرْضٍ تُنْتَجَعْ
30: مِنْ بَنِي بَكْرٍ بِها مَمْلَكَةٌ = مَنْظَرٌ فيهمْ وفيهمْ مُسْتَمَعْ
31: بُسُطُ الأَيْدِي إِذَا ما سُئِلُوا = نُفُعُ النَّائِلِ إِنْ شيءٌ نَفَعْ
32: مِنْ أُناسٍ لَيْسَ مِنْ أَخلاقِهِمْ = عاجِلُ الفُحْشِ ولا سُوءُ الجَزَعْ
33: عُرُفٌ لِلْحَقِّ ما نَعْيا بهِ = عندَ مُرِّ الأَمرِ، ما فِينَا خَرَعْ
34: وإِذَا هَبَّتْ شَمالاً أَطْعَمُوا = في قُدُورٍ مُشْبَعَاتٍ لم تُجَعْ
35: وجِفانٍ كالجَوَابِي مُلِئَتْ = مِن سَمِيناتِ الذُّرَى فيها تَرَعْ
36: لا يَخافُ الغَدْرَ مَن جاوَرَهم = أَبداً منهُمْ ولا يَخْشَى الطَّبَعْ
37: ومَسَاميحُ بما ضُنَّ بهِ = حاسِرُو الأَنْفُسِ عن سُوءِ الطَّمَعْ
38: حَسَنُو الأَوْجُهِ بِيضٌ سادَةٌ = ومَرَاجِيحُ إِذَا جَدَّ الفَزَعْ
39: وُزُنُ الأَحلاَمِ إِنْ هم وَازَنُوا = صادِقُو البأْسِ إِذَا البأْسُ نَصَعْ
40: ولُيُوثٌُ تُتَّقَى عُرَّتُهَا = ساكِنُو الرِّيحِ إِذَا طارَ القَزَعْ
41: فَبهمْ يُنْكَى عَدُوٌّ وبِهِمْ = يُرْأَبُ الشَّعْبُ إِذَا الشَّعْبُ انْصَدَعْ
42: عَادةً كانتْ لهم مَعْلُوََمًة = فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ لَيْسَتْ بالبِدَعْ
43: وإِذا ما حُمِّلُوا لم يَظْلَعُوا = وإِذَا حَمَّلْتَ ذَا الشِّفِّ ظَلَعْ
44: صالِحُو أَكْفائِهِمْ خُلاَّنُهُمْ = وسَرَاةُ الأَصْلِ، والناسُ شِيَعْ
45: أَرَّقَ العَيْنَ خَيَالٌ لَمْ يَدِعْ = من سُلَيْمَى، ففؤادِي مُنْتَزَعْ
46: حلَّ أَهْلِي حيثُ لا أَطْلُبُها = جانبَ الحِصْنِ، وحَلَّتْ بالفَرَعْ
47: لا أُلاَقِيها وقَلْبي عِندها = غيْرَ إِلمَامٍ إِذَا الطَّرْفُ هَجَعْ
48: كالتُّؤاَمِيَّةِ إِنْ باشَرْتَها = قَرَّتِ العَيْنُ وطابَ المُضْطَجَعْ
49: بَكَرَتْ مُزْمِعةً نِيَّتُها = وحَدَا الْحَادِي بِها ثُمَّ انْدَفَعْ
50: وكَرِيمٌ عندَها مُكْتبَلٌ = غَلِقٌ إِثْرَ القَطِين المُتَّبَعْ
51: فكأَنِّي إِذْ جَرَى الالُ ضُحيٍ = فَوقَ ذَيَّالٍ بِخَدَّيْهِ سُفَعْ
52: كُفَّ خَدَّاهُ علي دِيباجَةِ = وعلَى المَتْنينِ لَوْنٌ قد سَطَعْ
53: يَبْسُطُ المَشْيَ إِذَا هَيَّجْتَهُ = مِثلَ ما يَبْسُطُ في الخَطْوِ الذَّرعْ
54: رَاعَهُ مِن طَِّيئٍ ذُو أَسْهُمٍ = وضِرَاءٌ كُنَّ يُبْلِينَ الشِّرَعْ
55: فَرَآهُنَّ ولمَّا يَسْتَبِنْ = وكِلاَبُ الصَّيْدِ فيهنَّ جَشَعْ
56: ثُمَّ وَلَّى وجَنَابَانِ لَهُ = من غُبَارٍ أَكْدَرِيٍّ واتَّدَعْ
57: فَتَرَاهُنَّ علَى مُهْلَتِهِ = يخْتَلِينَ الأَرضَ والشَّاةُ يلَعْ
58: دَانيَاتٍ ما تَلَبَّسْنَ به = وَاثِقَاتٍ بِدِماءٍ إِنْ رَجَعْ
59: يُرْهِبُ الشَّدَّ إِذَا أَرْهَقْنَهُ = وإِذَا برَّزَ مِنهنَّ رَبَعْ
60: ساكِنُ القَفْرِ أَخُو دَوِّيَّةٍ = فإِذَا ما آنَسَ الصَّوْتَ امَّصَعْ
61: كَتَبَ الرَّحمنُ، والحَمْدُ لهُ، = سَعَةَ الأَخْلاَقِ فِينَا والضَّلَعْ
62: وإِباءَ لِلدَّنِيَّاتِ إِذَا = أُعْطِيَ المَكْثُورُ ضَيْماً فكَنَعْ
63: وبِناءً لِلْمَعالِي، إِنَّما = يَرْفَعُ اللهُ ومَنْ شاءَ وَضَعْ
64: نِعَمٌ لِلهِ فِينَا رَبَّهَا = وصَنِيعُ اللهِ، واللهُ صَنَعْ
65: كَيْفَ باسْتِقْرِارِ حُرٍّ شاحِطٍ = بِبِلاَدٍ ليسَ فيها مُتَّسعْ
66: لا يُرِيدُ الدَّهرَ عنها حِوَلاً = جُرَعُ المَوْتِ، ولِلْمَوتِ جُرَعْ
67: رُبَّ مَن أَنْضَجْتُ غَيظاً قَلبَهُ = قد تَمَنَّى لِيَ مَوْتاً لم يُطَعْ
68: ويَرَانِي كالشَّجَا في حَلْقِهِ = عَسِراً مَخْرَجُهُ مَا يُنْتَزَعْ
69: مُزْبَدٌ يَخْطِرُ ما لم يَرَنِي = فإِذَا أَسْمَعْتُهُ صَوْتِي انْقَمَعْ
70: قد كَفانِي اللهُ ما في نفسهِ = ومتَى ما يَكْفِ شَيْئاً لا يُضَعْ
71: بئْسَ ما يَجْمَعُ أَنْ يَغْتَابَنِي = مَطْعَمٌ وَخْمٌ ودَاءٌ يُدَّرَعْ
72: لم يَضِرْنِي غَيْرَ أَنْ يَحْسُدَنِي = فهْو يَزْقُو مثلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ
73: ويُحَيِّينِي إِذَا لاَقَيْتُهُ = وإِذَا يَخْلُو لهُ لَحْمِي رَتَعْ
74: مُسْتَسِرُّ الشَّنْءِ لو يَفْقِدُنِي = لبَدَا منهُ ذُبابٌ فَنَبَعْ
75: ساءَ ما ظَنُّوا وقد أَبْلَيْتُهُمْ = عند غايات المَدَى كَيْفَ أَقَعْ
76: صاحِبُ المِئْرَةِ لا يَسْأَمُها = يُوقِدُ النَّارِ إِذَا الشَّرُّ سَطَعْ
77: أَصْقَعُ النَّاسِ بِرَجْمٍ صائِبٍ = ليسَ بالطَّيْشِ ولا بالمُرْتَجَعْ
78: فارِغُ السَّوْطِ فما يَجْهَدُنِي = ثَلِبٌ عَوْدٌ ولاَ شَخْتٌ ضَرَعْ
79: كيفَ يَرْجُونَ سِقَاطِي بَعْدَ ما = لاَحَ في الرَّأسِ بَيَاضٌ وصَلَعْ
80: وَرِثَ البِغْضَةَ عَنْ آبائِهِ = حافِظُ العقْل لِمَا كان أَسْتَمَعْ
81: فَسَعَى مَسْعَاتُهُمْ فِي قَوْمِهِ = ثمَّ لم يَظْفَرْ ولاَ عَجْزاً وَدَعْ
82: زَرَعَ الدَّاءَ ولم يُدْرِكْ بهِ = تِرَةً فَاتتْ ولاَ وَهْياً رَقَعْ
83: مُقْعِياً يَرْدِي صَفَاةً لم تُرَمْ = في ذُرَى أَعْيَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ
84: مَعْقِلٌ يَأْمَنُ مَنْ كانَ بهِ = غَلَبَتْ مَنْ قَبْلَهُ أَن تُقْتَلَعْ
85: غَلَبَتْ عاداً ومَنْ بَعْدَهُمُ = فأَبَتْ بَعْدُ فَليْسَتْ تُتَّضَعْ
86: لا يَرَاها النَّاسُ إِلاَّ فَوْقَهُمْ = فَهْيَ تأتي كيْفَ شاءَتْ وتَدَعْ
87: وهوَ يَرْمِيها ولَنْ يَبْلُغَهَا = رِعَةَ الجاهلِ يَرْضَى ما صَنَعْ
88: كَمِهَتْ عَيْناهُ حتَّى ابْيَضَّتَا = فهُوَ يَلْحَي نفسَهُ لمَّا نَزَعْ
89: إِذْ رَأَى أَنْ لم يَضِرْها جَهْدُهُ = ورَأَى خَلْقاءَ ما فيها طَمَعْ
90: تَعْضِبُ القَرْنَ إِذَا نَاطَحهَا = وإِذَا صابَ بها المِرْدَى انْجَزَعْ
91: وإِذَا ما رَامَها أَعْيَا بِهِ = قِلَّةُ العُدَّةٍ قِدْماً والجَدَعْ
92: وعدوٍّ جاهِدٍ نَاضَلْتُهُ = في تَرَاخِي الدَّهْر عنكم والجُمَعْ
93: فَتَسَاقَيْنَا بِمُرٍّ ناقِعٍ = في مَقامٍ ليس يَثْنِيهِ الوَرَعْ
94: وارْتَميْنا والأَعادِي شُهَّدٌ = بِنِبَالٍ ذَاتِ سُمٍّ قد نَقَعْ
95: بِنِبالٍ كُلُّها مَذْرُوبَةٌ = لم يُطِقْ صَنْعَتَها إِلاَّ صَنَعْ
96: خَرَجَتْ عن بِغْضَةٍ بَيِّنَةٍ = في شَبابِ الدَّهْرِ والدَّهْرُ جَذَعْ
97: وتَحَارَضْنَا وقالُوا: إِنَّما = يَنْصُرُ الأَقْوامُ مَنْ كان ضَرَعْ
98: ثمَّ وَلَّى وهْو لا يَحْمِي اسْتَهُ = طائِرُ الإِتْرَافِ عنْهُ قد وَقَعُ
99: ساجِدَ المَنْخِرِ لا يَرْفَعُهُ = خاشِعَ الطَّرْفِ أَصَمَّ المُسْتَمَعْ
100: فَرَّ مِنِّي هارباً شَيْطانُهُ = حيثُ لا يُعْطِي ولا شيئاً مَنَعْ
101: َفرَّ مِنِّي حِينَ لا يَنْفَعُهُ = مُوقَرَ الظَّهْرِ ذَلِيلَ المُتَّضَعْ
102: ورَأَى مِنِّي مَقَاماً صادِقاً = ثابِتَ المَوْطِنِ كَتَّامَ الوَجَعْ
103: ولِساناً صَيْرَفِيًّا صارِماً = كحُسَامِ السَّيْف ما مَسَّ قَطَعْ
104: وأَتانِي صَاحِبٌ ذُو غَيِّثٍ = زَفَيَانٌ عِنْدَ إِنْفادِ القُرَعْ
105: قالَ: لَبَّيكَ، وما اسْتَصْرخْتُهُ = حاقِراً لِلنَّاسِ قَوَّالَ القَذَعْ
106: ذُو عُبَابٍ زَبِدٍ آذِيُّهُ = خَمِطُ التَّيَّارِ يَرْمي بِالقَلَعْ
107: زَغْرَبِيٌّ مُسْتَعِزٌّ بَحْرُهُ = ليس لِلماهِرِ فيهِ مُطَّلَعْ
108: هَلْ سُوَيْدٌ غيرُ لَيْثٍ خَادِرٍ = ثَئِدَتْ أَرْضٌ عليهِ فَانْتَجَعْ

اجمل ماقاله عنترة ابن شداد:طَرِبتُ وَهاجَني البَرقُ اليَماني وَذَكَّرَني..

طَرِبتُ وَهاجَني البَرقُ اليَماني

وَذَكَّرَني المَنازِلَ وَالمَغاني

وَأَضرَمَ في صَميمِ القَلبِ ناراً

كَضَربي بِالحُسامِ الهُندُواني

لَعَمرُكَ ما رِماحُ بَني بَغيضٍ

تَخونُ أَكُفَّهُم يَومَ الطِعانِ

وَلا أَسيافُهُم في الحَربِ تَنبو

إِذا عُرِفَ الشُجاعُ مِنَ الجَبانِ

وَلَكِن يَضرِبونَ الجَيشَ ضَرباً

وَيَقرونَ النُسورَ بِلا جِفانِ

وَيَقتَحِمونَ أَهوالَ المَنايا

غَداةَ الكَرِّ في الحَربِ العَوانِ

أَعَبلَةُ لَو سَأَلتِ الرُمحَ عَنّي

أَجابَكِ وَهوَ مُنطَلِقُ اللِسانِ

بِأَنّي قَد طَرَقتُ ديارَ تَيمٍ

بِكُلِّ غَضَنفَرٍ ثَبتِ الجَنانِ

وَخُضتُ غُبارَها وَالخَيلُ تَهوي

وَسَيفي وَالقَنا فَرَسا رِهانِ

وَإِن طَرِبَ الرِجالُ بِشُربِ خَمرٍ

وَغَيَّبَ رُشدَهُم خَمرُ الدِنانِ

فَرُشدي لا يُغَيِّبُهُ مُدامٌ

وَلا أُصغي لِقَهقَهَةِ القَناني

وَبَدرٌ قَد تَرَكناهُ طَريحاً

كَأَنَّ عَلَيهِ حُلَّةَ أُرجُوانِ

شَكَكتُ فُؤادَهُ لَمّا تَوَلّى

بِصَدرِ مُثَقَّفٍ ماضي السِنانِ

فَخَرَّ عَلى صَعيدِ الأَرضِ مُلقىً

عَفيرَ الخَدِّ مَخضوبَ البَنانِ

وَعُدنا وَالفَخارُ لَنا لِباسٌ

نَسودُ بِهِ عَلى أَهلِ الزَمانِ