الأحد، 25 سبتمبر 2022

وَما سَجَعَت وَرقاءُ تَهتُفُ بِالضُحى::قيس بن ذريح

وَما سَجَعَت وَرقاءُ تَهتُفُ بِالضُحى

تُصَعِّدُ في أَفنانِها وَتُصَوِّبُ

وَما أَمطَرَت يَوماً بِنَجدٍ سَحابَةٌ

وَما اِخضَرَّ بِالأَجراعِ طَلحٌ وَتَنضُبُ

وَقالَ أُناسٌ وَالظُنونُ كَثيرَةٌ

وَأَعلَمُ شَيءٍ بِالهَوى مَن يُجَرِّبُ

أَلا إِنَّ في اليَأسِ المُفَرِّقُ راحَةً

سَيُسليكَ عَمَّن نَفعُهُ عَنكَ يَعزُبُ

فَكُلُّ الَّذي قالوا بَلَوتُ فَلَم أَجِد

لِذي الشَجوِ أَشفى مِن هَوى حينَ يَقرُبُ

عَلَيها سَلامُ اللَهِ ما هَبَّتِ الصَبا

وَما لاحَ وَهنا في دُجى اللَيلِ كَوكَبُ

فَلَستُ بِمُبتاعٍ وِصالاً بِوَصلِها

وَلَستُ بِمُفشٍ سِرَّها حينَ أَغضَبُ

بَسَطَتْ رَابِعَةُ الحَبْلَ لَنا:سويد بن أبي كاهل اليشكري


1: بَسَطَتْ رَابِعَةُ الحَبْلَ لَنا = فَوَصَلْنَا الحَبلَ منها ما اتَّسَعْ
2: حُرَّةٌ تَجْلُو شَتِيتاً وَاضِحاً = كشُعَاعِ الشمسِ في الغَيْم سَطَعْ
3: صَقلَتْهُ بِقَضِيبٍ ناضِرٍ = مِنْ أَراكٍ طَيِّبٍ حتى نَصَعْ
4: أَبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيذاً طَعْمُهُ = طَيِّبَ الرِّيقِ إِذا الريقُ خَدَعْ
5: تَمْنَحُ المِرآةَ وَجْهاً وَاضِحاً = مثلَ قَرْنِ الشمسِ في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ
6: صَافِيَ اللَّوْنِ، وطَرْفاً ساجِياً = أَكْحَلَ العَيْنَيْنِ ما فيه قَمَعْ
7: وقُرُوناً سَابِغاً أَطْرَافُها = غَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ
8: هَيَّجَ الشَّوْقَ خَيَالٌ زَائرٌ = مِن حَبيبٍ خَفِرٍ فيهِ قَدَعْ
9: شَاحِطٍ جَازَ إِلى أَرْحُلِنَا = عُصَبَ الغَابِ طُرُوقاً لم يُرَعْ
10: آنِس كان إِذَا ما اعْتادَنِي = حالَ دُونَ النَّوْمِ مِنِّي فامْتَنَعْ
11: وكذَاكَ الحُبُّ ما أَشْجَعَهُ = يَرْكَبُ الهَوْلَ وَيَعْصِي مَنْ وَزَعْ
12: فأَبيتُ الليلَ ما أَرْقُدُهُ = وبِعَيْنَيَّ إِذَا نَجمٌ طَلَعْ
13: وإِذَا ما قلتُ لَيْلٌ قد مَضَى = عَطَفَ الأَوَّلُ مِنهُ فَرَجَعْ
14: يَسْحبُ الليلُ نُجُوماً ظُلَّعاً = فَتَوَالِيهَا بَطيئاتُ التَّبَعْ
15: ويُزَجِّيها عَلَى إِبْطائِها = مُغْرَبُ اللَّوْنِ إِذَا اللَّوْنُ انْقشَعْ
16: فَدَعانِي حُبُّ سَلْمَى بَعْدَ ما = ذَهَبَ الجِدَّةُ مِنِّي والرَّيَعْ
17: خَبَّلَتْني ثُمَّ لمَّا تُشْفِنِي = فَفُؤَادِي كلَّ أَوْبٍ ما اجتَمَعْ
18: ودَعَتْنِي بِرُقاهَا، إِنَّها = تُنزِلُ الأَعْصَمَ مِن رَأْسِ اليَفَعْ
19: تُسْمِعُ الحُدَّاثَ قولاً حَسَناً = لو أَرَادُوا غَيرَهُ لم يُسْتَمَعْ
20: كَمْ قَطَعْنا دُونَ سَلْمَى مَهْمَهاً = نازِحَ الغَوْرِ إِذَا الآلُ لَمَعْ
21: في حَرُور يَنْضَجُ اللَّحْمُ بها = يأَخُذُ السَّائِرِ فيها كالصَّقَعْ
22: وتَخَطَّيْتُ إِليها مِن عُدىً = بِزَماعِ الأَمْرِ والهَمِّ الكَنِعْ
23: وفَلاَةٍ وَاضِحٍ أَقْرَابُهَا = بَالِياتٌ مثلُ مُرْفَتِّ القَزَعْ
24: يَسْبَحُ الآلُ عَلَى أعْلاَمِها = وعَلَى البِيدِ إِذَا اليومُ مَتَعْ
25: فَرَكِبْناها عَلَى مَجْهُولِها = بِصِلاَبِ الأَرْضِ فيهِنَّ شَجَعْ
26: كالمَغَالِي عارِفاتٍ لِلسُّرَى = مُسْنَفاتٍ لَمْ تُوَشَّمْ بِالنِّسَعْ
27: فَتَرَاها عُصُفاً مُنْعَلَةً = بِنِعَالِ القَيْنِ يَكْفِيها الوَقَعْ
28: يَدَّرِعْنَ الليلَ يَهْوِينَ بِنَا = كَهَوِيِّ الكُدْرِ صَبَّحْنَ الشَّرَعْ
29: فَتَنَاوَلْنَ غِشاشاً مَنْهَلاً = ثمَّ وَجَّهْنَ لأَِرْضٍ تُنْتَجَعْ
30: مِنْ بَنِي بَكْرٍ بِها مَمْلَكَةٌ = مَنْظَرٌ فيهمْ وفيهمْ مُسْتَمَعْ
31: بُسُطُ الأَيْدِي إِذَا ما سُئِلُوا = نُفُعُ النَّائِلِ إِنْ شيءٌ نَفَعْ
32: مِنْ أُناسٍ لَيْسَ مِنْ أَخلاقِهِمْ = عاجِلُ الفُحْشِ ولا سُوءُ الجَزَعْ
33: عُرُفٌ لِلْحَقِّ ما نَعْيا بهِ = عندَ مُرِّ الأَمرِ، ما فِينَا خَرَعْ
34: وإِذَا هَبَّتْ شَمالاً أَطْعَمُوا = في قُدُورٍ مُشْبَعَاتٍ لم تُجَعْ
35: وجِفانٍ كالجَوَابِي مُلِئَتْ = مِن سَمِيناتِ الذُّرَى فيها تَرَعْ
36: لا يَخافُ الغَدْرَ مَن جاوَرَهم = أَبداً منهُمْ ولا يَخْشَى الطَّبَعْ
37: ومَسَاميحُ بما ضُنَّ بهِ = حاسِرُو الأَنْفُسِ عن سُوءِ الطَّمَعْ
38: حَسَنُو الأَوْجُهِ بِيضٌ سادَةٌ = ومَرَاجِيحُ إِذَا جَدَّ الفَزَعْ
39: وُزُنُ الأَحلاَمِ إِنْ هم وَازَنُوا = صادِقُو البأْسِ إِذَا البأْسُ نَصَعْ
40: ولُيُوثٌُ تُتَّقَى عُرَّتُهَا = ساكِنُو الرِّيحِ إِذَا طارَ القَزَعْ
41: فَبهمْ يُنْكَى عَدُوٌّ وبِهِمْ = يُرْأَبُ الشَّعْبُ إِذَا الشَّعْبُ انْصَدَعْ
42: عَادةً كانتْ لهم مَعْلُوََمًة = فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ لَيْسَتْ بالبِدَعْ
43: وإِذا ما حُمِّلُوا لم يَظْلَعُوا = وإِذَا حَمَّلْتَ ذَا الشِّفِّ ظَلَعْ
44: صالِحُو أَكْفائِهِمْ خُلاَّنُهُمْ = وسَرَاةُ الأَصْلِ، والناسُ شِيَعْ
45: أَرَّقَ العَيْنَ خَيَالٌ لَمْ يَدِعْ = من سُلَيْمَى، ففؤادِي مُنْتَزَعْ
46: حلَّ أَهْلِي حيثُ لا أَطْلُبُها = جانبَ الحِصْنِ، وحَلَّتْ بالفَرَعْ
47: لا أُلاَقِيها وقَلْبي عِندها = غيْرَ إِلمَامٍ إِذَا الطَّرْفُ هَجَعْ
48: كالتُّؤاَمِيَّةِ إِنْ باشَرْتَها = قَرَّتِ العَيْنُ وطابَ المُضْطَجَعْ
49: بَكَرَتْ مُزْمِعةً نِيَّتُها = وحَدَا الْحَادِي بِها ثُمَّ انْدَفَعْ
50: وكَرِيمٌ عندَها مُكْتبَلٌ = غَلِقٌ إِثْرَ القَطِين المُتَّبَعْ
51: فكأَنِّي إِذْ جَرَى الالُ ضُحيٍ = فَوقَ ذَيَّالٍ بِخَدَّيْهِ سُفَعْ
52: كُفَّ خَدَّاهُ علي دِيباجَةِ = وعلَى المَتْنينِ لَوْنٌ قد سَطَعْ
53: يَبْسُطُ المَشْيَ إِذَا هَيَّجْتَهُ = مِثلَ ما يَبْسُطُ في الخَطْوِ الذَّرعْ
54: رَاعَهُ مِن طَِّيئٍ ذُو أَسْهُمٍ = وضِرَاءٌ كُنَّ يُبْلِينَ الشِّرَعْ
55: فَرَآهُنَّ ولمَّا يَسْتَبِنْ = وكِلاَبُ الصَّيْدِ فيهنَّ جَشَعْ
56: ثُمَّ وَلَّى وجَنَابَانِ لَهُ = من غُبَارٍ أَكْدَرِيٍّ واتَّدَعْ
57: فَتَرَاهُنَّ علَى مُهْلَتِهِ = يخْتَلِينَ الأَرضَ والشَّاةُ يلَعْ
58: دَانيَاتٍ ما تَلَبَّسْنَ به = وَاثِقَاتٍ بِدِماءٍ إِنْ رَجَعْ
59: يُرْهِبُ الشَّدَّ إِذَا أَرْهَقْنَهُ = وإِذَا برَّزَ مِنهنَّ رَبَعْ
60: ساكِنُ القَفْرِ أَخُو دَوِّيَّةٍ = فإِذَا ما آنَسَ الصَّوْتَ امَّصَعْ
61: كَتَبَ الرَّحمنُ، والحَمْدُ لهُ، = سَعَةَ الأَخْلاَقِ فِينَا والضَّلَعْ
62: وإِباءَ لِلدَّنِيَّاتِ إِذَا = أُعْطِيَ المَكْثُورُ ضَيْماً فكَنَعْ
63: وبِناءً لِلْمَعالِي، إِنَّما = يَرْفَعُ اللهُ ومَنْ شاءَ وَضَعْ
64: نِعَمٌ لِلهِ فِينَا رَبَّهَا = وصَنِيعُ اللهِ، واللهُ صَنَعْ
65: كَيْفَ باسْتِقْرِارِ حُرٍّ شاحِطٍ = بِبِلاَدٍ ليسَ فيها مُتَّسعْ
66: لا يُرِيدُ الدَّهرَ عنها حِوَلاً = جُرَعُ المَوْتِ، ولِلْمَوتِ جُرَعْ
67: رُبَّ مَن أَنْضَجْتُ غَيظاً قَلبَهُ = قد تَمَنَّى لِيَ مَوْتاً لم يُطَعْ
68: ويَرَانِي كالشَّجَا في حَلْقِهِ = عَسِراً مَخْرَجُهُ مَا يُنْتَزَعْ
69: مُزْبَدٌ يَخْطِرُ ما لم يَرَنِي = فإِذَا أَسْمَعْتُهُ صَوْتِي انْقَمَعْ
70: قد كَفانِي اللهُ ما في نفسهِ = ومتَى ما يَكْفِ شَيْئاً لا يُضَعْ
71: بئْسَ ما يَجْمَعُ أَنْ يَغْتَابَنِي = مَطْعَمٌ وَخْمٌ ودَاءٌ يُدَّرَعْ
72: لم يَضِرْنِي غَيْرَ أَنْ يَحْسُدَنِي = فهْو يَزْقُو مثلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ
73: ويُحَيِّينِي إِذَا لاَقَيْتُهُ = وإِذَا يَخْلُو لهُ لَحْمِي رَتَعْ
74: مُسْتَسِرُّ الشَّنْءِ لو يَفْقِدُنِي = لبَدَا منهُ ذُبابٌ فَنَبَعْ
75: ساءَ ما ظَنُّوا وقد أَبْلَيْتُهُمْ = عند غايات المَدَى كَيْفَ أَقَعْ
76: صاحِبُ المِئْرَةِ لا يَسْأَمُها = يُوقِدُ النَّارِ إِذَا الشَّرُّ سَطَعْ
77: أَصْقَعُ النَّاسِ بِرَجْمٍ صائِبٍ = ليسَ بالطَّيْشِ ولا بالمُرْتَجَعْ
78: فارِغُ السَّوْطِ فما يَجْهَدُنِي = ثَلِبٌ عَوْدٌ ولاَ شَخْتٌ ضَرَعْ
79: كيفَ يَرْجُونَ سِقَاطِي بَعْدَ ما = لاَحَ في الرَّأسِ بَيَاضٌ وصَلَعْ
80: وَرِثَ البِغْضَةَ عَنْ آبائِهِ = حافِظُ العقْل لِمَا كان أَسْتَمَعْ
81: فَسَعَى مَسْعَاتُهُمْ فِي قَوْمِهِ = ثمَّ لم يَظْفَرْ ولاَ عَجْزاً وَدَعْ
82: زَرَعَ الدَّاءَ ولم يُدْرِكْ بهِ = تِرَةً فَاتتْ ولاَ وَهْياً رَقَعْ
83: مُقْعِياً يَرْدِي صَفَاةً لم تُرَمْ = في ذُرَى أَعْيَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ
84: مَعْقِلٌ يَأْمَنُ مَنْ كانَ بهِ = غَلَبَتْ مَنْ قَبْلَهُ أَن تُقْتَلَعْ
85: غَلَبَتْ عاداً ومَنْ بَعْدَهُمُ = فأَبَتْ بَعْدُ فَليْسَتْ تُتَّضَعْ
86: لا يَرَاها النَّاسُ إِلاَّ فَوْقَهُمْ = فَهْيَ تأتي كيْفَ شاءَتْ وتَدَعْ
87: وهوَ يَرْمِيها ولَنْ يَبْلُغَهَا = رِعَةَ الجاهلِ يَرْضَى ما صَنَعْ
88: كَمِهَتْ عَيْناهُ حتَّى ابْيَضَّتَا = فهُوَ يَلْحَي نفسَهُ لمَّا نَزَعْ
89: إِذْ رَأَى أَنْ لم يَضِرْها جَهْدُهُ = ورَأَى خَلْقاءَ ما فيها طَمَعْ
90: تَعْضِبُ القَرْنَ إِذَا نَاطَحهَا = وإِذَا صابَ بها المِرْدَى انْجَزَعْ
91: وإِذَا ما رَامَها أَعْيَا بِهِ = قِلَّةُ العُدَّةٍ قِدْماً والجَدَعْ
92: وعدوٍّ جاهِدٍ نَاضَلْتُهُ = في تَرَاخِي الدَّهْر عنكم والجُمَعْ
93: فَتَسَاقَيْنَا بِمُرٍّ ناقِعٍ = في مَقامٍ ليس يَثْنِيهِ الوَرَعْ
94: وارْتَميْنا والأَعادِي شُهَّدٌ = بِنِبَالٍ ذَاتِ سُمٍّ قد نَقَعْ
95: بِنِبالٍ كُلُّها مَذْرُوبَةٌ = لم يُطِقْ صَنْعَتَها إِلاَّ صَنَعْ
96: خَرَجَتْ عن بِغْضَةٍ بَيِّنَةٍ = في شَبابِ الدَّهْرِ والدَّهْرُ جَذَعْ
97: وتَحَارَضْنَا وقالُوا: إِنَّما = يَنْصُرُ الأَقْوامُ مَنْ كان ضَرَعْ
98: ثمَّ وَلَّى وهْو لا يَحْمِي اسْتَهُ = طائِرُ الإِتْرَافِ عنْهُ قد وَقَعُ
99: ساجِدَ المَنْخِرِ لا يَرْفَعُهُ = خاشِعَ الطَّرْفِ أَصَمَّ المُسْتَمَعْ
100: فَرَّ مِنِّي هارباً شَيْطانُهُ = حيثُ لا يُعْطِي ولا شيئاً مَنَعْ
101: َفرَّ مِنِّي حِينَ لا يَنْفَعُهُ = مُوقَرَ الظَّهْرِ ذَلِيلَ المُتَّضَعْ
102: ورَأَى مِنِّي مَقَاماً صادِقاً = ثابِتَ المَوْطِنِ كَتَّامَ الوَجَعْ
103: ولِساناً صَيْرَفِيًّا صارِماً = كحُسَامِ السَّيْف ما مَسَّ قَطَعْ
104: وأَتانِي صَاحِبٌ ذُو غَيِّثٍ = زَفَيَانٌ عِنْدَ إِنْفادِ القُرَعْ
105: قالَ: لَبَّيكَ، وما اسْتَصْرخْتُهُ = حاقِراً لِلنَّاسِ قَوَّالَ القَذَعْ
106: ذُو عُبَابٍ زَبِدٍ آذِيُّهُ = خَمِطُ التَّيَّارِ يَرْمي بِالقَلَعْ
107: زَغْرَبِيٌّ مُسْتَعِزٌّ بَحْرُهُ = ليس لِلماهِرِ فيهِ مُطَّلَعْ
108: هَلْ سُوَيْدٌ غيرُ لَيْثٍ خَادِرٍ = ثَئِدَتْ أَرْضٌ عليهِ فَانْتَجَعْ

اجمل ماقاله عنترة ابن شداد:طَرِبتُ وَهاجَني البَرقُ اليَماني وَذَكَّرَني..

طَرِبتُ وَهاجَني البَرقُ اليَماني

وَذَكَّرَني المَنازِلَ وَالمَغاني

وَأَضرَمَ في صَميمِ القَلبِ ناراً

كَضَربي بِالحُسامِ الهُندُواني

لَعَمرُكَ ما رِماحُ بَني بَغيضٍ

تَخونُ أَكُفَّهُم يَومَ الطِعانِ

وَلا أَسيافُهُم في الحَربِ تَنبو

إِذا عُرِفَ الشُجاعُ مِنَ الجَبانِ

وَلَكِن يَضرِبونَ الجَيشَ ضَرباً

وَيَقرونَ النُسورَ بِلا جِفانِ

وَيَقتَحِمونَ أَهوالَ المَنايا

غَداةَ الكَرِّ في الحَربِ العَوانِ

أَعَبلَةُ لَو سَأَلتِ الرُمحَ عَنّي

أَجابَكِ وَهوَ مُنطَلِقُ اللِسانِ

بِأَنّي قَد طَرَقتُ ديارَ تَيمٍ

بِكُلِّ غَضَنفَرٍ ثَبتِ الجَنانِ

وَخُضتُ غُبارَها وَالخَيلُ تَهوي

وَسَيفي وَالقَنا فَرَسا رِهانِ

وَإِن طَرِبَ الرِجالُ بِشُربِ خَمرٍ

وَغَيَّبَ رُشدَهُم خَمرُ الدِنانِ

فَرُشدي لا يُغَيِّبُهُ مُدامٌ

وَلا أُصغي لِقَهقَهَةِ القَناني

وَبَدرٌ قَد تَرَكناهُ طَريحاً

كَأَنَّ عَلَيهِ حُلَّةَ أُرجُوانِ

شَكَكتُ فُؤادَهُ لَمّا تَوَلّى

بِصَدرِ مُثَقَّفٍ ماضي السِنانِ

فَخَرَّ عَلى صَعيدِ الأَرضِ مُلقىً

عَفيرَ الخَدِّ مَخضوبَ البَنانِ

وَعُدنا وَالفَخارُ لَنا لِباسٌ

نَسودُ بِهِ عَلى أَهلِ الزَمانِ

ما هاجَ شَوقكَ مِن بِلَى الأَطلالِ/ جميل بثينة

ما هاجَ شَوقكَ مِن بِلَى الأَطلالِ

بِالبَرقِ مَرَّ صَبَا وَمرَّ شَمَالِ

لَعِبَت بِجِدَّتِها الشَّمالُ وَصابَها

نَوءُ السماكِ بِمُسبِلٍ هَطَّالِ

جَرَّت بِها هُوجُ الرِّياحِ ذُيُولها

جَرَّ النِّساءِ فَواضِلَ الأَذيالِ

فَصرنَ عَن دُهمٍ تقادَم عَهدُها

وَبقِينَ في حِقَبٍ مِن الأَحوالِ

وَذَكرتُ رَبعاً حلَّ أَهلونا بِهِ

إِذ نَحنُ فِي حَلَقٍ هُناكَ حِلالِ

نَقِفُ الحَديثَ إِذا خَشِينا كاشِحاً

ونَلِطُّ حينَ نَخافُ بالأَمثَالِ

حتَّى تَفرَّقَ أَهلُنا عَن نِيَّةٍ

قُذُفٍ وآذَنَ أَهلُنا بِزَوالِ

بَانُوا فَبَانَ نَواعِمٌ مثلُ الدُّمَى

بِيضُ الوُجُوهِ يَمِسنَ في الأَغيَالِ

حَفد الوَلائِد حَولَهُنَّ وأَسلَمَت

بأَكُفِّهنَّ أزِمَّةَ الأَجمالِ

زاحُوا مِنَ البَلقَاءِ يَشكُو عِيرهم

عُنفَ السِّياقِ مُرَفَّعَ الأَذيَالِ

جَعَلُوا أَقَارِحَ كُلَّها بِيَمينِهِم

وَهِضَابَ بُرقَةِ عَسعَسٍ بِشمَالِ

ولَقَد نَظَرتُ فَفَاضَ دَمعِي بَعدَما

مَضَتِ الظَّعَائِنُ واحتَجَبنَ بآلِ

عرضَ الجَباجِبِ مِن أُثال كَما غَدَت

رُجحُ السَّفينِ دُفِعنَ بِالأَثقالِ

أَفكُلُّ ذِي شَجوٍ عَلِمتَ مكانَه

تَسلُو مودَّتَهُ ولَستَ بِسَالِ

مِن غَيرِ إِصقَابٍ يَكونُ مِنَ النَّوى

إِلا اللِّمامَ وَلا كَبيرَ وِصَالِ

قَالَت بُثَينَةُ لا تُبَالِي صَرمَنا

جَهَلت بُثَينَةُ إنَّنِيَ لأُبَالي

وَالمُجرِمِينَ مخافَةً وتَعبُّداً

يَحدونَ كلَّ نَجيبَةٍ شِملالِ

غَصباً كأنَّ عُيونَهُنَّ مِن السُّرى

وَمِن الكَلالِ مَدَافِعُ الأَوشَالِ

إِنِّي لأكتُمُ حُبَّها إذ بَعضُهم

فِيمَن يُحِبُّ كناشِدِ الأَغفَالِ

أَبُثَينَ هل تَدرِينَ كَم جَشَّمتِني

من عَقرِ ناجِيَةٍ وحَربِ مَوالِ

وتعسُّف المَومَاةِ تعزِفُ جِنُّها

بعدَ الهُدوءِ بِعرمسٍ مِرقَالِ

ولَقَد أشَرت على ابنِ عِمِّك لاقحاً

من حَربنَا جَرباءَ ذَاتِ غِلالِ

حَرباً يُشَمِّصُ بالضَّعيفِ مِرَاسُها

لَقِحَت عَلى عُقرٍ وطُولِ حِيَالِ

أوَ لا تَراني مِن جَريرةِ حُبِّها

أمسي الدِّلاصَ مُقَلِّصاً سِربَالي

صَدَأُ الحَديدِ بِمنكِبَيَّ كأنَّنِي

جَونٌ يُغَشِّيهِ العَنِيَّةَ طَالِ

يا لَيتَ لذَّةَ عيشِنا رَجَعت لَنا

في مثلِ عَصرٍ قَد تَجرَّمَ خَالِ

فَنَبيعُ أَياماً خَلَت فيما مَضَى

قَصُرت بأَيَّامٍ عقبنَ طوالِ

وَإذا العَدوُّ مكَذّبٌ أنباؤُهُ

وَإذا النصِيحُ مصدَّقُ الأَقوالِ

مِن كُلِّ آنِسَةٍ كأنَّ نُيوبَها

بَرَدٌ مُسَقَّطُ روضَةٍ مِحلالِ

هَطِلٌ كغادِي السَّلمِ يجري صعدَهُ

فَوقَ الزّجَاجَةِ عَن أجبّ ثِقَالِ

مَن تُؤتِهِ أشفَى عَلى ما فاتَهُ

مِنهَا وَإن لَم تجزِهِ بِنَوالِ

وَمَناكِبٌ عرضَت وكَشحٌ مُضمَرٌ

جَالَ الوِشَاحُ عَلَيهِ كلَّ مجَالِ

وَعَجِيزَةٌ رَيَّا وسَاقٌ خَدلَة

بَيضَاءُ تُسكِتُ مَنطِقَ الخَلخَالِ

حَتَّى إِذا مَلَثَ الظلامُ وفُتنَنِي

غَلَبَ العَزاء وهُنَّ غيرُ أوالِ

أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُ جميل بثينة

أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُ

وَدَهراً تَوَلّى يا بُثَينَ يَعودُ

فَنَبقى كَما كُنّا نَكونُ وَأَنتُمُ

قَريبٌ وَإِذ ما تَبذُلينَ زَهيدُ

وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها

وَقَد قُرِّبَت نَضوي أَمِصرَ تُريدُ

وَلا قَولَها لَولا العُيونُ الَّتي تَرى

لَزُرتُكَ فَاِعذُرني فَدَتكَ جُدودُ

خَليلَيَّ ما أَلقى مِنَ الوَجدِ باطِنٌ

وَدَمعي بِما أُخفي الغَداةَ شَهيدُ

أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن رُبَّ عُبرَةٍ

إِذا الدار شَطَّت بَينَنا سَتَزيدُ

إِذا قُلتُ ما بي يا بُثَينَةُ قاتِلي

مِنَ الحُبِّ قالَت ثابِتٌ وَيَزيدُ

وَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِ

تَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُ

فَلا أَنا مَردودٌ بِما جِئتُ طالِباً

وَلا حُبُّها فيما يَبيدُ يَبيدُ

جَزَتْكِ الجَوازي يا بُثَينَ سَلامَةً

إِذا ما خَليلٌ بانَ وَهُوَ حَميدُ

وَقُلْتُ لَها بَيني وَبَينَكِ فَاِعلَمي

مِنَ اللَهِ ميثاقٌ لَهُ وَعُهودُ

وَقَد كانَ حُبّيكُم طَريفاً وَتالِداً

وَما الحُبُّ إِلّا طارِفٌ وَتَليدُ

وَإِنَّ عَروضَ الوَصلِ بَيني وَبَينَها

وَإِن سَهَّلَتهُ بِالمُنى لَكَؤودُ

وَأَفنَيتُ عُمري بِاِنتِظارِيَ وَعدَها

وَأَبلَيتُ فيها الدَهرَ وَهوَ جَديدُ

فَلَيتَ وُشاةَ الناسِ بَيني وَبَينَها

يَدوفُ لَهُم سُمّاً طَماطِمُ سودُ

وَلَيتَهُمُ في كُلِّ ممسىً وَشارِقٍ

تُضاعفُ أَكبالٌ لَهُم وَقُيودُ

وَيَحسَبُ نِسوانٌ مِنَ الجَهلِ أَنَّني

إِذا جِئتُ إِيّاهُنَّ كُنتُ أُريدُ

فَأَقسِمُ طَرفي بَينَهُنَّ فَيَستَوي

وَفي الصَدرِ بَونٌ بَينَهُنَّ بَعيدُ

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً

بِوادي القُرى إِنّي إِذَن لَسَعيدُ

وَهَل أَهبِطَن أَرضاً تَظَلُّ رِياحُها

لَها بِالثَنايا القاوِياتِ وَئيدُ

وَهَل أَلقَيَن سُعدى مِنَ الدَهرِ مَرَّةً

وَما رَثَّ مِن حَبلِ الصَفاءِ جَديدُ

وَقَد تَلتَقي الأَشتاتُ بَعدَ تَفَرُّقٍ

وَقَد تُدرَكُ الحاجاتُ وَهيَ بَعيدُ

وَهَل أَزجُرَن حَرفاً عَلاةً شِمِلَّةً

بِخَرقٍ تُباريها سواهِمُ قودُ

عَلى ظَهرِ مَرهوبٍ كَأَنَّ نَشوزَهُ

إِذا جازَ هُلّاكُ الطَريقِ رُقودُ

سَبَتني بِعَينَي جُؤذُرٍ وَسطَ رَبرَبٍ

وَصَدرٌ كَفاثورِ اللُجَينِ وَجيدُ

تَزيفُ كَما زافَت إِلى سَلِفاتِها

مُباهِيَةٌ طَيَّ الوِشاحِ مَيودُ

إِذا جِئتُها يَوماً مِنَ الدَهرِ زائِراً

تَعَرَّضَ مَنفوضُ اليَدَينِ صَدودُ

يَصُدّ وَيُغضي عَن هَوايَ وَيَجتَني

ذَنوباً عَلَيها إِنَّهُ لَعَنودُ

فَأَصرِمُها خَوفاً كَأَنّي مُجانِبٌ

وَيَغفلُ عَنّا مَرَّةً فَنَعودُ

وَمَن يُعطَ في الدُنيا قَريناً كَمِثلِها

فَذَلِكَ في عَيشِ الحَياةِ رَشيدُ

يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما لَقيتُها

وَيَحيا إِذا فارَقتُها فَيَعودُ

يَقولونَ جاهِد يا جَميلُ بِغَزوَةٍ

وَأَيَّ جِهادٍ غَيرُهُنَّ أُريدُ

لِكُلِّ حَديثٍ بَينَهُنَّ بَشاشَةٌ

وَكُلُّ قَتيلٍ عِندَهُنَّ شَهيدُ

وَأَحسَنُ أَيّامي وَأَبهَجُ عيشَتي

إِذا هيجَ بي يَوماً وَهُنَّ قُعودُ

تَذَكَّرتُ لَيلى فَالفُؤادُ عَميدُ

وَشَطَّت نَواها فَالمَزارُ بَعيدُ

عَلِقتُ الهَوى مِنها وَليداً فَلَم يَزَل

إِلى اليَومِ يَنمي حُبُّها وَيَزيدُ

فَما ذُكِرَ الخلّانُ إِلّا ذَكَرتُها

وَلا البُخلُ إِلّا قُلتُ سَوفَ تَجودُ

إِذا فَكَّرَت قالَت قَدِ اِدرَكتُ وُدَّهُ

وَما ضَرَّني بُخلي فَكَيفَ أَجودُ

فَلَو تُكشَفُ الأَحشاءُ صودِفَ تَحتُها

لبَثنَةَ حُبٌّ طارِفٌ وَتَليدُ

أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ ذي الوَدعِ أَنَّني

أُضاحِكُ ذِكراكُم وَأَنتِ صَلودُ

فَهَل أَلقَيَن فَرداً بُثَينَةَ لَيلَةً

تَجودُ لَنا مِن وُدِّها وَنَجودُ

وَمَن كانَ في حُبّي بُثَينَةَ يَمتَري

فَبَرقاءُ ذي ضالٍ عَلَيَّ شَهيدُ

عنترة بن شداد / رمت الفؤاد مليحة العذراء


 

رمتِ الفؤادَ مليحة ٌ عذراءُ
بسهامِ لحظٍ ما لهنَّ دواءُ

مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْنَ نَوَاهِدٍ
مِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَاءُ

فاغتالني سقمِى الَّذي في باطني
أخفيتهُ فأذاعهُ الإخفاءُ

خطرتْ فقلتُ قضيبُ بانٍ حركت
أعْطَافَه ُ بَعْدَ الجَنُوبِ صَبَاءُ

ورنتْ فقلتُ غزالة ٌ مذعورة ٌ
قدْ راعهَا وسطَ الفلاة ِ بلاءُ

وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَة َ تِمِّهِ
قدْ قلَّدَتْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ

بسمتْ فلاحَ ضياءُ لؤلؤ ثغرِها
فِيهِ لِدَاءِ العَاشِقِينَ شِفَاءُ


سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايلَتْ
لجلالهِا أربابنا العظماءُ

يَا عَبْلَ مِثْلُ هَواكِ أَوْ أَضْعَافُهُ
عندي إذا وقعَ الإياسُ رجاءُ

إن كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فإنَّني
في هَّمتي لصروفهِ أرزاءُ

بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ لبيد بن ربيعة

لبيد بن ربيعة

 

بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ
وَتَبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ
وَقَد كُنتُ في أَكنافِ جارِ مَضِنَّةٍ
فَفارَقَني جارٌ بِأَربَدَ نافِعُ

فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا
وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ
فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ
وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ

وَما الناسُ إِلّا كَالدِيارِ وَأَهلُها
بِها يَومَ حَلّوها وَغَدواً بَلاقِعُ
وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ

وَما البِرُّ إِلّا مُضمَراتٌ مِنَ التُقى
وَما المالُ إِلّا مُعمَراتٌ وَدائِعُ
وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ
وَلا بُدَّ يَوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ

وَيَمضونَ أَرسالاً وَنَخلُفُ بَعدَهُم
كَما ضَمَّ أُخرى التالِياتِ المُشايِعُ
وَما الناسُ إِلّا عامِلانِ فَعامِلٌ
يُتَبِّرُ ما يَبني وَآخَرَ رافِعُ

فَمِنهُم سَعيدٌ آخِذٌ لِنَصيبِهِ
وَمِنهُم شَقِيٌّ بِالمَعيشَةِ قانِعُ
أَلَيسَ وَرائي إِن تَراخَت مَنِيَّتي
لُزومُ العَصا تُحنى عَلَيها الأَصابِعُ

أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت
أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ
فَأَصبَحتُ مِثلَ السَيفِ غَيَّرَ جَفنَهُ
تَقادُمُ عَهدَ القَينِ وَالنَصلُ قاطِعُ

فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ
عَلَيكَ فَدانٍ لِلطُلوعِ وَطالِعُ
أَعاذِلَ ما يُدريكَ إِلّا تَظَنِّيّاً
إِذا اِرتَحَلَ الفِتيانُ مَن هُوَ راجِعُ

تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى
أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ
أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى
وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ

لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى
وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ
سَلوهُنَّ إِن كَذَّبتُموني مَتى الفَتى
يَذوقُ المَنايا أَو مَتى الغَيثُ واقِعُ