التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بَسَطَتْ رَابِعَةُ الحَبْلَ لَنا:سويد بن أبي كاهل اليشكري


1: بَسَطَتْ رَابِعَةُ الحَبْلَ لَنا = فَوَصَلْنَا الحَبلَ منها ما اتَّسَعْ
2: حُرَّةٌ تَجْلُو شَتِيتاً وَاضِحاً = كشُعَاعِ الشمسِ في الغَيْم سَطَعْ
3: صَقلَتْهُ بِقَضِيبٍ ناضِرٍ = مِنْ أَراكٍ طَيِّبٍ حتى نَصَعْ
4: أَبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيذاً طَعْمُهُ = طَيِّبَ الرِّيقِ إِذا الريقُ خَدَعْ
5: تَمْنَحُ المِرآةَ وَجْهاً وَاضِحاً = مثلَ قَرْنِ الشمسِ في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ
6: صَافِيَ اللَّوْنِ، وطَرْفاً ساجِياً = أَكْحَلَ العَيْنَيْنِ ما فيه قَمَعْ
7: وقُرُوناً سَابِغاً أَطْرَافُها = غَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ
8: هَيَّجَ الشَّوْقَ خَيَالٌ زَائرٌ = مِن حَبيبٍ خَفِرٍ فيهِ قَدَعْ
9: شَاحِطٍ جَازَ إِلى أَرْحُلِنَا = عُصَبَ الغَابِ طُرُوقاً لم يُرَعْ
10: آنِس كان إِذَا ما اعْتادَنِي = حالَ دُونَ النَّوْمِ مِنِّي فامْتَنَعْ
11: وكذَاكَ الحُبُّ ما أَشْجَعَهُ = يَرْكَبُ الهَوْلَ وَيَعْصِي مَنْ وَزَعْ
12: فأَبيتُ الليلَ ما أَرْقُدُهُ = وبِعَيْنَيَّ إِذَا نَجمٌ طَلَعْ
13: وإِذَا ما قلتُ لَيْلٌ قد مَضَى = عَطَفَ الأَوَّلُ مِنهُ فَرَجَعْ
14: يَسْحبُ الليلُ نُجُوماً ظُلَّعاً = فَتَوَالِيهَا بَطيئاتُ التَّبَعْ
15: ويُزَجِّيها عَلَى إِبْطائِها = مُغْرَبُ اللَّوْنِ إِذَا اللَّوْنُ انْقشَعْ
16: فَدَعانِي حُبُّ سَلْمَى بَعْدَ ما = ذَهَبَ الجِدَّةُ مِنِّي والرَّيَعْ
17: خَبَّلَتْني ثُمَّ لمَّا تُشْفِنِي = فَفُؤَادِي كلَّ أَوْبٍ ما اجتَمَعْ
18: ودَعَتْنِي بِرُقاهَا، إِنَّها = تُنزِلُ الأَعْصَمَ مِن رَأْسِ اليَفَعْ
19: تُسْمِعُ الحُدَّاثَ قولاً حَسَناً = لو أَرَادُوا غَيرَهُ لم يُسْتَمَعْ
20: كَمْ قَطَعْنا دُونَ سَلْمَى مَهْمَهاً = نازِحَ الغَوْرِ إِذَا الآلُ لَمَعْ
21: في حَرُور يَنْضَجُ اللَّحْمُ بها = يأَخُذُ السَّائِرِ فيها كالصَّقَعْ
22: وتَخَطَّيْتُ إِليها مِن عُدىً = بِزَماعِ الأَمْرِ والهَمِّ الكَنِعْ
23: وفَلاَةٍ وَاضِحٍ أَقْرَابُهَا = بَالِياتٌ مثلُ مُرْفَتِّ القَزَعْ
24: يَسْبَحُ الآلُ عَلَى أعْلاَمِها = وعَلَى البِيدِ إِذَا اليومُ مَتَعْ
25: فَرَكِبْناها عَلَى مَجْهُولِها = بِصِلاَبِ الأَرْضِ فيهِنَّ شَجَعْ
26: كالمَغَالِي عارِفاتٍ لِلسُّرَى = مُسْنَفاتٍ لَمْ تُوَشَّمْ بِالنِّسَعْ
27: فَتَرَاها عُصُفاً مُنْعَلَةً = بِنِعَالِ القَيْنِ يَكْفِيها الوَقَعْ
28: يَدَّرِعْنَ الليلَ يَهْوِينَ بِنَا = كَهَوِيِّ الكُدْرِ صَبَّحْنَ الشَّرَعْ
29: فَتَنَاوَلْنَ غِشاشاً مَنْهَلاً = ثمَّ وَجَّهْنَ لأَِرْضٍ تُنْتَجَعْ
30: مِنْ بَنِي بَكْرٍ بِها مَمْلَكَةٌ = مَنْظَرٌ فيهمْ وفيهمْ مُسْتَمَعْ
31: بُسُطُ الأَيْدِي إِذَا ما سُئِلُوا = نُفُعُ النَّائِلِ إِنْ شيءٌ نَفَعْ
32: مِنْ أُناسٍ لَيْسَ مِنْ أَخلاقِهِمْ = عاجِلُ الفُحْشِ ولا سُوءُ الجَزَعْ
33: عُرُفٌ لِلْحَقِّ ما نَعْيا بهِ = عندَ مُرِّ الأَمرِ، ما فِينَا خَرَعْ
34: وإِذَا هَبَّتْ شَمالاً أَطْعَمُوا = في قُدُورٍ مُشْبَعَاتٍ لم تُجَعْ
35: وجِفانٍ كالجَوَابِي مُلِئَتْ = مِن سَمِيناتِ الذُّرَى فيها تَرَعْ
36: لا يَخافُ الغَدْرَ مَن جاوَرَهم = أَبداً منهُمْ ولا يَخْشَى الطَّبَعْ
37: ومَسَاميحُ بما ضُنَّ بهِ = حاسِرُو الأَنْفُسِ عن سُوءِ الطَّمَعْ
38: حَسَنُو الأَوْجُهِ بِيضٌ سادَةٌ = ومَرَاجِيحُ إِذَا جَدَّ الفَزَعْ
39: وُزُنُ الأَحلاَمِ إِنْ هم وَازَنُوا = صادِقُو البأْسِ إِذَا البأْسُ نَصَعْ
40: ولُيُوثٌُ تُتَّقَى عُرَّتُهَا = ساكِنُو الرِّيحِ إِذَا طارَ القَزَعْ
41: فَبهمْ يُنْكَى عَدُوٌّ وبِهِمْ = يُرْأَبُ الشَّعْبُ إِذَا الشَّعْبُ انْصَدَعْ
42: عَادةً كانتْ لهم مَعْلُوََمًة = فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ لَيْسَتْ بالبِدَعْ
43: وإِذا ما حُمِّلُوا لم يَظْلَعُوا = وإِذَا حَمَّلْتَ ذَا الشِّفِّ ظَلَعْ
44: صالِحُو أَكْفائِهِمْ خُلاَّنُهُمْ = وسَرَاةُ الأَصْلِ، والناسُ شِيَعْ
45: أَرَّقَ العَيْنَ خَيَالٌ لَمْ يَدِعْ = من سُلَيْمَى، ففؤادِي مُنْتَزَعْ
46: حلَّ أَهْلِي حيثُ لا أَطْلُبُها = جانبَ الحِصْنِ، وحَلَّتْ بالفَرَعْ
47: لا أُلاَقِيها وقَلْبي عِندها = غيْرَ إِلمَامٍ إِذَا الطَّرْفُ هَجَعْ
48: كالتُّؤاَمِيَّةِ إِنْ باشَرْتَها = قَرَّتِ العَيْنُ وطابَ المُضْطَجَعْ
49: بَكَرَتْ مُزْمِعةً نِيَّتُها = وحَدَا الْحَادِي بِها ثُمَّ انْدَفَعْ
50: وكَرِيمٌ عندَها مُكْتبَلٌ = غَلِقٌ إِثْرَ القَطِين المُتَّبَعْ
51: فكأَنِّي إِذْ جَرَى الالُ ضُحيٍ = فَوقَ ذَيَّالٍ بِخَدَّيْهِ سُفَعْ
52: كُفَّ خَدَّاهُ علي دِيباجَةِ = وعلَى المَتْنينِ لَوْنٌ قد سَطَعْ
53: يَبْسُطُ المَشْيَ إِذَا هَيَّجْتَهُ = مِثلَ ما يَبْسُطُ في الخَطْوِ الذَّرعْ
54: رَاعَهُ مِن طَِّيئٍ ذُو أَسْهُمٍ = وضِرَاءٌ كُنَّ يُبْلِينَ الشِّرَعْ
55: فَرَآهُنَّ ولمَّا يَسْتَبِنْ = وكِلاَبُ الصَّيْدِ فيهنَّ جَشَعْ
56: ثُمَّ وَلَّى وجَنَابَانِ لَهُ = من غُبَارٍ أَكْدَرِيٍّ واتَّدَعْ
57: فَتَرَاهُنَّ علَى مُهْلَتِهِ = يخْتَلِينَ الأَرضَ والشَّاةُ يلَعْ
58: دَانيَاتٍ ما تَلَبَّسْنَ به = وَاثِقَاتٍ بِدِماءٍ إِنْ رَجَعْ
59: يُرْهِبُ الشَّدَّ إِذَا أَرْهَقْنَهُ = وإِذَا برَّزَ مِنهنَّ رَبَعْ
60: ساكِنُ القَفْرِ أَخُو دَوِّيَّةٍ = فإِذَا ما آنَسَ الصَّوْتَ امَّصَعْ
61: كَتَبَ الرَّحمنُ، والحَمْدُ لهُ، = سَعَةَ الأَخْلاَقِ فِينَا والضَّلَعْ
62: وإِباءَ لِلدَّنِيَّاتِ إِذَا = أُعْطِيَ المَكْثُورُ ضَيْماً فكَنَعْ
63: وبِناءً لِلْمَعالِي، إِنَّما = يَرْفَعُ اللهُ ومَنْ شاءَ وَضَعْ
64: نِعَمٌ لِلهِ فِينَا رَبَّهَا = وصَنِيعُ اللهِ، واللهُ صَنَعْ
65: كَيْفَ باسْتِقْرِارِ حُرٍّ شاحِطٍ = بِبِلاَدٍ ليسَ فيها مُتَّسعْ
66: لا يُرِيدُ الدَّهرَ عنها حِوَلاً = جُرَعُ المَوْتِ، ولِلْمَوتِ جُرَعْ
67: رُبَّ مَن أَنْضَجْتُ غَيظاً قَلبَهُ = قد تَمَنَّى لِيَ مَوْتاً لم يُطَعْ
68: ويَرَانِي كالشَّجَا في حَلْقِهِ = عَسِراً مَخْرَجُهُ مَا يُنْتَزَعْ
69: مُزْبَدٌ يَخْطِرُ ما لم يَرَنِي = فإِذَا أَسْمَعْتُهُ صَوْتِي انْقَمَعْ
70: قد كَفانِي اللهُ ما في نفسهِ = ومتَى ما يَكْفِ شَيْئاً لا يُضَعْ
71: بئْسَ ما يَجْمَعُ أَنْ يَغْتَابَنِي = مَطْعَمٌ وَخْمٌ ودَاءٌ يُدَّرَعْ
72: لم يَضِرْنِي غَيْرَ أَنْ يَحْسُدَنِي = فهْو يَزْقُو مثلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ
73: ويُحَيِّينِي إِذَا لاَقَيْتُهُ = وإِذَا يَخْلُو لهُ لَحْمِي رَتَعْ
74: مُسْتَسِرُّ الشَّنْءِ لو يَفْقِدُنِي = لبَدَا منهُ ذُبابٌ فَنَبَعْ
75: ساءَ ما ظَنُّوا وقد أَبْلَيْتُهُمْ = عند غايات المَدَى كَيْفَ أَقَعْ
76: صاحِبُ المِئْرَةِ لا يَسْأَمُها = يُوقِدُ النَّارِ إِذَا الشَّرُّ سَطَعْ
77: أَصْقَعُ النَّاسِ بِرَجْمٍ صائِبٍ = ليسَ بالطَّيْشِ ولا بالمُرْتَجَعْ
78: فارِغُ السَّوْطِ فما يَجْهَدُنِي = ثَلِبٌ عَوْدٌ ولاَ شَخْتٌ ضَرَعْ
79: كيفَ يَرْجُونَ سِقَاطِي بَعْدَ ما = لاَحَ في الرَّأسِ بَيَاضٌ وصَلَعْ
80: وَرِثَ البِغْضَةَ عَنْ آبائِهِ = حافِظُ العقْل لِمَا كان أَسْتَمَعْ
81: فَسَعَى مَسْعَاتُهُمْ فِي قَوْمِهِ = ثمَّ لم يَظْفَرْ ولاَ عَجْزاً وَدَعْ
82: زَرَعَ الدَّاءَ ولم يُدْرِكْ بهِ = تِرَةً فَاتتْ ولاَ وَهْياً رَقَعْ
83: مُقْعِياً يَرْدِي صَفَاةً لم تُرَمْ = في ذُرَى أَعْيَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ
84: مَعْقِلٌ يَأْمَنُ مَنْ كانَ بهِ = غَلَبَتْ مَنْ قَبْلَهُ أَن تُقْتَلَعْ
85: غَلَبَتْ عاداً ومَنْ بَعْدَهُمُ = فأَبَتْ بَعْدُ فَليْسَتْ تُتَّضَعْ
86: لا يَرَاها النَّاسُ إِلاَّ فَوْقَهُمْ = فَهْيَ تأتي كيْفَ شاءَتْ وتَدَعْ
87: وهوَ يَرْمِيها ولَنْ يَبْلُغَهَا = رِعَةَ الجاهلِ يَرْضَى ما صَنَعْ
88: كَمِهَتْ عَيْناهُ حتَّى ابْيَضَّتَا = فهُوَ يَلْحَي نفسَهُ لمَّا نَزَعْ
89: إِذْ رَأَى أَنْ لم يَضِرْها جَهْدُهُ = ورَأَى خَلْقاءَ ما فيها طَمَعْ
90: تَعْضِبُ القَرْنَ إِذَا نَاطَحهَا = وإِذَا صابَ بها المِرْدَى انْجَزَعْ
91: وإِذَا ما رَامَها أَعْيَا بِهِ = قِلَّةُ العُدَّةٍ قِدْماً والجَدَعْ
92: وعدوٍّ جاهِدٍ نَاضَلْتُهُ = في تَرَاخِي الدَّهْر عنكم والجُمَعْ
93: فَتَسَاقَيْنَا بِمُرٍّ ناقِعٍ = في مَقامٍ ليس يَثْنِيهِ الوَرَعْ
94: وارْتَميْنا والأَعادِي شُهَّدٌ = بِنِبَالٍ ذَاتِ سُمٍّ قد نَقَعْ
95: بِنِبالٍ كُلُّها مَذْرُوبَةٌ = لم يُطِقْ صَنْعَتَها إِلاَّ صَنَعْ
96: خَرَجَتْ عن بِغْضَةٍ بَيِّنَةٍ = في شَبابِ الدَّهْرِ والدَّهْرُ جَذَعْ
97: وتَحَارَضْنَا وقالُوا: إِنَّما = يَنْصُرُ الأَقْوامُ مَنْ كان ضَرَعْ
98: ثمَّ وَلَّى وهْو لا يَحْمِي اسْتَهُ = طائِرُ الإِتْرَافِ عنْهُ قد وَقَعُ
99: ساجِدَ المَنْخِرِ لا يَرْفَعُهُ = خاشِعَ الطَّرْفِ أَصَمَّ المُسْتَمَعْ
100: فَرَّ مِنِّي هارباً شَيْطانُهُ = حيثُ لا يُعْطِي ولا شيئاً مَنَعْ
101: َفرَّ مِنِّي حِينَ لا يَنْفَعُهُ = مُوقَرَ الظَّهْرِ ذَلِيلَ المُتَّضَعْ
102: ورَأَى مِنِّي مَقَاماً صادِقاً = ثابِتَ المَوْطِنِ كَتَّامَ الوَجَعْ
103: ولِساناً صَيْرَفِيًّا صارِماً = كحُسَامِ السَّيْف ما مَسَّ قَطَعْ
104: وأَتانِي صَاحِبٌ ذُو غَيِّثٍ = زَفَيَانٌ عِنْدَ إِنْفادِ القُرَعْ
105: قالَ: لَبَّيكَ، وما اسْتَصْرخْتُهُ = حاقِراً لِلنَّاسِ قَوَّالَ القَذَعْ
106: ذُو عُبَابٍ زَبِدٍ آذِيُّهُ = خَمِطُ التَّيَّارِ يَرْمي بِالقَلَعْ
107: زَغْرَبِيٌّ مُسْتَعِزٌّ بَحْرُهُ = ليس لِلماهِرِ فيهِ مُطَّلَعْ
108: هَلْ سُوَيْدٌ غيرُ لَيْثٍ خَادِرٍ = ثَئِدَتْ أَرْضٌ عليهِ فَانْتَجَعْ

تعليقات

مشاركات شائعة

الحلم

قصدت الله نافذتي جدارُ وصيف قره جلدي جمارُ ـ لسان المعاني

Science and knowledge

Who are the devils, what are the myths and fantasies, and who are the jinn and humans

في الرحمن الرحيم ، كل مسألة ونهاية كل مقصد وحاجتي لديه شعور ـ لسان المعاني