الخميس، 13 أكتوبر 2022

سرك تمشي شهيداً لله

 وتركك كم توحي لذر حواصلُ

 ورقعتها لمَّا تضيق الحواملُ

لكم رددت وقت تغيب شمائلࣱ 

 كما غير اثنت عليه الرواحلُ

وعهدك في ذهن الا معارفا  

وآلت من الرحمن تجري المثائل

اذا غيرت عمدا ترى بذواتها  

على الله والرحمنِ تصحو الغوافلُ

وتعرج من شق وتملي ببعضِه  

وتعلم عن قول وما الله قائلُ

كتاب على والخلق عند بيانِه  

 فلا شبهت فيه لغات المقائل

ولا شق من عبد تجر بنفيةٍ  

فليس مع الرحمن تضد المقابلُ 

وعيشك ما رام نفس بسعيها 

 على من بنى هل ترد المسائلُ


طارق هزع نفسه نيام

وتبلغ والطريق لها بزوغ 
وخطوتها على قدم  مجيب 
قرار في سوافلها وتدني 
وحيد المرفقين وهم مشيب
وطاب على مقال واتره تغنى
 وعلق من مقاصدها عجيب
وضج على تحاورها بطور 
ومن نظر مطاعمها يعيب 
ولم تقسم بحائل من طوال 
ولاقصرت وعار بنافرها يغيب

الدنيا نار جنيت السنكن

من عد قول مثل بين معرب
  وحواصل كيف اختفى من مغرب 
ولعلها أعنى وحاسبها نمى 
 نوم الجنين على مشيب مترب
وصليل اذكار على غمارها  
وعلى خباءتها بشد المقرب
صف تحوم وفائزات عللت  
من جد وسم من مجاري المسرب
غسل وحط على معاش حبوة  
مثل تفيض عوى إعوجاج المهرب

من سبيلي جدار بالله مفتوح

طرى كل منبوذ حوي لطائل  

على مرة جابت سواعي لناهل 

وعلق من حقد عماد لجولة 
 وراح عليه الباسطين بهائل 
وعرض على سطر بسراطها  
 تقض على حاك سباب لجائل
وحسبك من تبدي عليك لسانه 
 كما نعم تبدي لا مثل قافل 
وتم على عبد أرى من ظهوره  
بحبسة إعلال تكفي لقائل
ويوصف عن حر دوى للهيبه 
  لنار لم يدر جنان عند جاهل
وقصد في حاد لبنانه  
 تقلب في ذكرى لأنثى البدائل
على غرفة تجري لنصيبها  
وقوفا على أرباع رتاب المنازل
وازوج في سن وايدي لنفسها 
  ومثل على الولدين لعامل

الايمان من قلب يسرح

لعمرُك ما سرى خُلقؒ بزيد 
وفخر عَله قدح الجباني 
وطَاها بين أخرهم بمثلٍ
  وكافٍ علمُه من ذي ابانِ 
وحشر لو عبت كما لقدر 
سجا عيبا له صوت السنانِ 
وحيدؒ عقده زانت لحدٍ 
وجارية له تروي لساني
 وحسبك قاذِعا له سماعؒ 
ونزؒ في مقارمها شجاني 
وللثنيان بعد غد طواها
 له قدر به قرمُ هجاني 
وغير ليُّه ماكان ادرى 
كما صدَ الأزَبُّ عن هجان 
وقد حشمت قدرا لغي 
وعزا للمعى قوسَ الهوان 
وخضب لبَّه شطرا وخانت 
واحمرللنجيعِ سطعؒ بآني 
وكان حيشُه من قدح همٍ 
وكف لزائخٍ مثل اليماني

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022

قطري بن الفجاءة » أقول لنفسي حين طال حصارها


اقول لنفسي حين طال حصارها

وَفارَقَها لِلحادِثاتِ نَصيرُها

لَكِ الخَيرُ موتي إِنَّ في الخَيرِ راحَةً

فَيَأتي عَلَيها حَينُها ما يُضيرُها

فَلَو أَنَّها تَرجو الحَياةَ عَذَرتُها

وَلكِنَّها لِلمَوتِ يُحدى بَعيرُها

وَقَد كُنتُ أوفي لِلمُهَلَّبِ صاعَهُ

وَيَشجى بِنا وَالخَيلُ تُثنى نُحورَها

إِذا ما أَتَت خَيلٌ لِخَيلٍ لَقيتُها

بِأَقرانِها أُسداً تَدانى زَئيرُها

وَلا يَبتَغي الهِندِيُّ إِلّا رُؤوسَها

وَلا يَلتَقي الخَطِيَّ إِلّا صُدورَها

فَفَرَّقَ أَمري عَبدُ رَبٍّ وصَحبُهُ

أَدارَ رَحى مَوتٍ عَلَيهِ مُديرُها

فَقُدماً رَأى مِنّا المُهَلَّبُ فُرصَةً

فَها تِلكَ أَعدائي طَويلٌ سُرورُها

وَأَعظَمُ مِن هذا عَلَيَّ مُصيبَةً

إِذا ذَكَرَتها النَفسُ طالَ زَفيرُها

فِراقُ رِجالٍ لَم يَكونوا أَذِلَّةً

وَقَتلُ رِجالٍ جاشَ مِنها ضَميرُها

لَقونِيَ بِالأَمرِ الَّذي في نُفوسِهِم

وَلا يَقتُلُ الفُجّارَ إِلّا فُجورُها

غَبَرنا زَماناً وَالشُراةُ بِغِبطَةٍ

يُسَرُّ بِها مَأمورُها وَأَميرُها







حبر ابها للبيوت

ووصل قصى والحبر منك قوائله  
                          وكيف تقص العين والحبر سأئله
 وكيف طرى أهل الزمن مقاصدا 
                         ولم تخف الا ظهرت لي أسأله 
 وترعى لها مضيا لجوابها  
                        وعقد زوى ليت الزمن أوائله 
 وليت اللسان جاوزت لمسارها    
                       خطت لجدار سمعت غاب راجله 
 ولم تعد أيام لشجونها  
                      ومكتوبها لم يقتحم صبري قائله  
 وكفت بغيث ما أجرت سفائله 
                       وسيل به لوتعجلت هاطله 
  وعين لها إذن وقت رحيلها 
                      وأذن لم تقصِ همزا قلاقلُه 
 ولم تستتر قبل البلوغ لقابل  
                      ولم تجرِ يدي فنادى سجنا منازلُه
 هلال يُرى كالبدر عند تمامه
                    وطارق أسمي اقل هلالا مواصله 
متى عرفت قال النهار لجارها
                   ولغيث روى لربا الباب بدائله
 مثلا صوت لوى عددي بها 
                  ربرب ترى عين منها زمائله
 کرامي قصد نوى لسهامه  
                 وصديق هل بسهمي تقابله 
فلكم عاش من فتى مسحات مقابله
                وعسى للوئام جب راحلاً
 لعسى والذي جولي راحلُه
 وصبا للرياح شرح دافق 
سأل شرجة ظاربات مقابله
 ليس بحر هوى وهوى سائله
                  ربما بالبحار كم كمى نازله 
 أ لعار تطير رفرفت جابله    ومواقع منع واستوى عامله
 عزفت لزها صاحب كامله    ونقي من روى ولما تساٸلُه

قديما تسرح في صباك

وهوى لوى عند النفوس وتعلم 
                   

                      ولِنفوس سريرةؒ لا تُقسَم
 

خلت العشيرةُ للوجودِ مطية

 
             والظهر قد سرحت عليك الأسلَم 

تعفي عليك مناصبؒ قد علمت 

           روح الصبي تعلمتها الأقدمُ

وشجا الرفيق وللطريق حديثُها 
             حتى غلا ماء قطعت لتنعم 

في غربها شهدؒ ويطنَ برَها 

           مثل الذي قَصَ للجوه تلَثُّمُ

 ريح بها عقد تفرطَحَ عومُها
  
          حتى الحصى عززتها الأع٭دَم

وبقى لناظرَ في البياضِ لشَعره

          حتى بدى عند الثياب الأسحم 

ورعَ الخميصَ معللا لشهرِه
    
           وعط الأوانَ تقبلتك الأَنجُمُ

وحسى الجدى والظاربت بعلمها
 
           وللعداتِ حوى الحواصل والدمُ 

وزن هواها لو دليت بساقِها 

            باقي الحذاء تحللت والمَبسم 
 
عقبى السنامِ والخدودُ سوافلؒ 

            عند الرياحِ مثل عجز يُلطَمُ 
 
وكم يؤل على لخدود بنارِها

           مثل المنام كيف نوم يؤلِمُ

دَعوتـُكَ للجَفــن القريـْــحِ المسهـَّــدِ/افضل قصائد ابو فراس الحمداني


دَعوتُكَ لِلجَفنِ القَريحِ المُسَهَّدِ

لَدَيَّ وَلِلنَومِ القَليلِ المُشَرَّدِ

وَما ذاكَ بُخلاً بِالحَياةِ وَإِنَّها

لَأَوَّلُ مَبذولٍ لِأَوَّلِ مُجتَدِ

وَما الأَسرُ مِمّا ضِقتُ ذَرعاً بِحَملِهِ

وَما الخَطبُ مِمّا أَن أَقولَ لَهُ قَدي

وَما زَلَّ عَنّي أَنَّ شَخصاً مُعَرَّضاً

لِنَبلِ العِدى إِن لَم يُصَب فَكَأَن قَدِ

وَلَكِنَّني أَختارُ مَوتَ بَني أَبي

عَلى صَهَواتِ الخَيلِ غَيرِ مُوَسَّدِ

وَتَأبى وَآبى أَن أَموتَ مُوَسَّداً

بِأَيدي النَصارى مَوتَ أَكمُدَ أَكبَدِ

نَضَوتُ عَلى الأَيّامِ ثَوبَ جَلادَتي

وَلَكِنَّني لَم أَنضَ ثَوبَ التَجَلُّدِ

وَما أَنا إِلّا بَينَ أَمرٍ وَضِدَّهُ

يُجَدَّدُ لي في كُلِّ يَومٍ مَجَدَّدِ

فَمِن حُسنِ صَبرٍ بِالسَلامَةِ واعِدي

وَمِن رَيبِ دَهرٍ بِالرَدى مُتَوَعَّدي

أُقَلِّبُ طَرفي بَينَ خِلٍّ مُكَبَّلٍ

وَبَينَ صَفِيٍّ بِالحَديدِ مُصَفَّدِ

دَعَوتُكَ وَالأَبوابُ تُرتَجُ دونَنا

فَكُن خَيرَ مَدعُوٍّ وَأَكرَمَ مُنجِدِ

فَمِثلُكَ مَن يُدعى لِكُلِّ عَظيمَةٍ

وَمِثلِيَ مَن يُفدى بِكُلِّ مُسَوَّدِ

أُناديكَ لا أَنّي أَخافُ مِنَ الرَدى

وَلا أَرتَجي تَأخيرَ يَومٍ إِلى غَدِ

وَقَد حُطِّمَ الخَطِّيُّ وَاِختَرَمَ العِدى

وَفُلَّلَ حَدُّ المَشرَفيِّ المُهَنَّدِ

وَلَكِن أَنِفتُ المَوتَ في دارِ غُربَةٍ

بِأَيدي النَصارى الغُلفُ ميتَةَ أَكمَدِ

فَلا تَترُكِ الأَعداءَ حَولي لِيَفرَحوا

وَلا تَقطَعِ التَسآلَ عَنّي وَتَقعُدِ

وَلا تَقعُدَن عَنّي وَقَد سيمَ فِديَتي

فَلَستَ عَنِ الفِعلِ الكَريمِ بِمُقعَدِ

فَكَم لَكَ عِندي مِن إِيادٍ وَأَنعُمٍ

رَفَعتَ بِها قَدري وَأَكثَرتَ حُسَّدي

تَشَبَّث بِها أُكرومَةً قَبلَ فَوتِها

وَقُم في خَلاصي صادِقَ العَزمِ وَاِقعُدِ

فَإِن مُتَّ بَعدَ اليَومِ عابَكَ مَهلَكي

مَعابَ النِزارِيِّنَ مَهلَكَ مَعبَدِ

هُمُ عَضَلوا عَنهُ الفِداءَ فَأَصبَحوا

وَهُذّونَ أَطرافَ القَريضِ المُقَصَّدِ

وَلَم يَكُ بِدعاً هُلكُهُ غَيرَ أَنَّهُم

يُعابونَ إِذ سيمَ الفِداءُ وَما فُدي

فَلا كانَ كَلبُ الرومِ أَرأَفَ مِنكُمُ

وَأَرغَبَ في كَسبِ الثَناءِ المُخَلَّدِ

وَلا بَلَغَ الأَعداءُ أَن يَتَناهَضوا

وَتَقعُدَ عَن هَذا العَلاءِ المُشَيَّدِ

أَأَضحَوا عَلى أَسراهُمُ بِيَ عُوَّداً

وَأَنتُم عَلى أَسراكُمُ غَيرُ عُوَّدِ

مَتى تُخلِفُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً

طَويلَ نِجادِ السَيفِ رَحبَ المُقَلَّدِ

مَتى تَلِدُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً

شَديداً عَلى البَأساءِ غَيرَ مُلَهَّدِ

فَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا شَرَفَ العُلا

وَأَسرَعَ عَوّادٍ إِلَيها مُعَوَّدِ

وَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا لِعُلاكُم

فَتىً غَيرَ مَردودِ اللِسانِ أَوِ اليَدِ

يُدافِعُ عَن أَعراضِكُم بِلِسانِهِ

وَيَضرِبُ عَنكُم بِالحُسامِ المُهَنَّدِ

فَما كُلُّ مَن شاءَ المَعالي يَنالُها

وَلا كُلُّ سَيّارٍ إِلى المَجدِ يَهتَدي

أَقِلني أَقِلني عَثرَةَ الدَهرِ إِنَّهُ

رَماني بِسَهمٍ صائِبِ النَصلِ مُقصِدِ

وَلَو لَم تَنَل نَفسي وَلاءَكَ لَم أَكُن

لِؤورِدَها في نَصرِهِ كُلَّ مَورِدِ

وَلا كُنتُ أَلقى الأَلفَ زُرقاً عُيونُها

بِسَبعينَ فيهِم كُلَّ أَشأَمَ أَنكَدِ

فَلا وَأَبي ما ساعِدانِ كَساعِدٍ

وَلا وَأَبي ما سَيِّدانِ كَسَيِّدِ

وَلا وَأَبي ما يَفتُقُ الدَهرُ جانِباً

فَيَرتُقُهُ إِلّا بِأَمرٍ مُسَدَّدِ

وَإِنَّكَ لِلمَولى الَّذي بِكَ أَقتَدي

وَإِنَّكَ لِلنَجمِ الَّذي بِكَ أَهتَدي

وَأَنتَ الَّذي عَرَّفتَني طُرُقَ العُلا

وَأَنتَ الَّذي أَهدَيتَني كُلَّ مَقصَدِ

وَأَنتَ الَّذي بَلَّغتَني كُلَّ رُتبَةٍ

مَشيتُ إِلَيها فَوقَ أَعناقِ حُسَّدي

فَيا مُلبِسي النُعمى الَّتي جَلَّ قَدرُها

لَقَد أَخلَقَت تِلكَ الثِيابُ فَجَدِّدِ

أَلَم تَرَ أَنّي فيكَ صافَحتُ حَدَّها

وَفيكَ شَرِبتُ المَوتُ غَيرَ مُصَرَّدِ

يَقولونُ جَنِّب عادَةً ما عَرَفتَها

شَديدٌ عَلى الإِنسانِ مالَم يُعَوَّدِ

فَقُلتُ أَما وَاللَهِ لاقالَ قائِلٌ

شَهِدتُ لَهُ في الحَربِ أَلأَمَ مَشهَدِ

وَلَكِن سَأَلقاها فَإِمّا مَنِيَّةٌ

هِيَ الظَنُّ أَو بُنيانُ عِزٍّ مُوَطَّدِ

وَلَم أَدرِ أَنَّ الدَهرَ في عَدَدِ العِدى

وَأَنَّ المَنايا السودَ يَرمَينَ عَن يَدِ

بَقيتَ اِبنَ عَبدِ اللَهِ تُحمى مِنَ الرَدى

وَيَفديكَ مِنّا سَيِّدٌ بَعدَ سَيِّدِ

بِعيشَةِ مَسعودٍ وَأَيّامِ سالِمٍ

وَنِعمَةِ مَغبوطٍ وَحالِ مُحَسَّدِ

وَلا يَحرَمَنّي اللَهُ قُربَكَ إِنَّهُ

مُرادي مِنَ الدُنيا وَحَظّي وَسُؤدَدي

أَرانا موضِعينَ لِأَمرِ غَيبٍ/امرؤ القيس

أَرانا موضِعينَ لِأَمرِ غَيبٍ

وَنُسحَرُ بِالطَعامِ وَبِالشَرابِ

عَصافيرٌ وَذِبّانٌ وَدودٌ

وَأَجرَأُ مِن مُجَلَّحَةِ الذِئابِ

فَبَعضَ اللومِ عاذِلَتي فَإِنّي

سَتَكفيني التَجارِبُ وَاِنتِسابي

إِلى عِرقِ الثَرى وَشَجَت عُروقي

وَهَذا المَوتُ يَسلِبُني شَبابي

وَنَفسي سَوفَ يَسلِبُها وَجِرمي

فَيُلحِقَني وَشيكًا بِالتُرابِ

أَلَم أَنضِ المَطِيَّ بِكُلِّ خَرقٍ

أَمَقِّ الطولِ لَمّاعِ السَرابِ

وَأَركَبُ في اللَهامِ المُجرِ حَتّى

أَنالَ مَآكِلَ القُحمِ الرِغابِ

وَكُلُّ مَكارِمِ الأَخلاقِ صارَت

إِلَيهِ هِمَّتي وَبِهِ اِكتِسابي

وَقَد طَوَّفتُ في الآفاقِ حَتّى

رَضيتُ مِنَ الغَنيمَةِ بِالإِيابِ

أَبَعدَ الحارِثِ المَلِكِ اِبنِ عَمروٍ

وَبَعدَ الخَيرِ حُجرٍ ذي القِبابِ

أُرَجّي مِن صُروفِ الدَهرِ لين

وَلَم تَغفَل عَنِ الصُمِّ الهِضابِ

وَأَعلَمُ أَنَّني عَمّا قَريبٍ

سَأَنشِبُ في شَبا ظِفرٍ وَنابِ

كَما لاقى أَبي حُجرٌ وَجَدّي

وَلا أَنسى قَتيلًا بِالكِلابِ

الأحد، 25 سبتمبر 2022

يا عروس المجد تيهي واسحبي:عمر أبو ريشة

يا عروس المجد تيهي  واسحبي

فـي مـغانينا ذيـول الـشهب

لـن تـري حـفنة رمل  فوقها

لـم تـعطر بدما  حـر أبـيّ

درج  الـبـغي عـليها  حـقبة

وهــو ى دون بـلوغ  الأرب

وارتـمى كـبر الـليالي  دونها

لـين الـناب كـليل  الـمخلب

لا يـموت الـحق مهما  لطمت

عـارضيه  قـبضة  المغتصب

مـن هـنا شـق الهدى  أكمامه

وتـهادى  مـوكبا فـي  موكب

وأتـى الـدنيا فـرقت  طـربا

وانـتشت مـن عبقه  المنسكب

وتـغـنت بالمروءات   الـتي

عـرفتها  فـي فـتاها  العربي

أصـيدٌ  ضـاقتْ به  صحراؤه

فـأعـدَّتهُ لأفــقٍ  أرحــبِ

هـبَّ  لـلفتح فـأدمى  تـحته

حـافرُ الـمهر جـبينَ الكوكبِ

وأمـانيه انـتفاض الأرض من

غـيهب  الـذلِّ وذلِّ  الـغيهب

وانـطلاق الـنور حتى يرتوي

كـل جـفن بـالثرى مختضب

حـلم  ولـى ولـم يُـجرح  به

شـرفُ  المسعى ونبلُ  المطلب

يـا عروسَ المجد طالَ  الملتقى

بـعدما  طـال جوى  المغترب

سـكرت أجـيالنا فـي  زهوها

وغـفت عـن كـيد دهر  قُلّبِ

وصـحـونا  فــإذا  أعـناقنا

مـثـقلات  بـقيود  الأجـنبي

فـدعوناكِ  فـلم نـسمع  سوى

زفـرة مـن صـدرك المكتئب

قـد عـرفنا مـهرك الغالي فلم

نـرخص  الـمهر ولم  نحتسب

فـحـملنا لك إكـليل  الـوفا

ومـشينا فـوق هـام  النوبِ

وأرقـنـاها  دمــاء حــرة

فاغرفي  ما شئت منها  واشربي

وامـسحي دمع اليتامى وابسمي

والمسي جرح الحزانى واطربي

نـحن مـن ضـعف بنينا  قوة

لــم تـلن لـلمارد  الـملتهب

كـم لـنا مـن ميسلون نفضت

عـن  جـناحيها غـبار التعب

كـم نـبت أسـيافنا في  ملعب

وكـبت  أفـراسنا فـي  ملعب

مـن  نـضال عاثر  مصطخب

لـنـضال عـاثر  مـصطخب

شرف  الوثبة أن ترضي  العلى

غُـلِبَ  الـواثبُ أم لـم  يُغْلَبِ

فـالتفِت من كوّةِ الفردوسِ يا

فيصلَ العلياءَ وانظرْ واعجبِ

أترى كيفَ اشتفى الثأرُ من

الــفاتـحِ المسترقِ المستلبِ ؟

و طوى ما طالَ من راياته

في ثنايا نجمهِ المحتجـبِ

ما نسينا دمعـةً عاصيتَها

في وداعِ الأمـلِ المرتقـبِ

رجفتْ بالأمسِ سكرى ألمٍ

فأسلها اليومَ سكرى طربِ !

يا لنعمى خفَّ في أظلالها

ما حملنا في ركابِ الحقبِ

أينما جالَ بنا الطرفُ انثنى

وطيوفُ الزهوِ فوقَ الهدبِ

هذه تربتُنا، لـن تزدهـي

بسوانا مـن حُماةٍ نُـدُبِ

فلنصنْ مَن حَرَمَ الملكَ لها

منبرَ الحقـدِ وسيفَ الغضبِ

و لنُسلْ حنجرةَ الشدوِ بها

بينَ أطلالِ الضحايا الغيّـبِ

ضلّت الأمّةُ إن أرختْ على

جرحِ ماضيها كثيفَ الحجبِ !

مـا بلـغنا بعدُ من أحلامنا

ذلكَ الحلـمَ الكـريمَ الذهبي

أينَ في القدسِ ضلوعٌ غضّةٌ

لم تلامسها ذنابى عقـربِ؟

وقفَ التاريـخُ في محرابها

وقفةَ المرتجـفِ المضطـربِ

كم روى عنها أناشيدَ النّهى

في سماعِ العالمِ المستغـربِ؟

أيُّ أنشودةِ خزيٍ غصَّ في

بثّها بينَ الأسى والكـربِ

من لأبناءِ السـبايا ركبـوا

للأماني البيضِ أشهى مركـبِ

و متى هزّوا علينا رايـةً

ما انطوتْ بينَ رخيصِ السَّلَبِ؟

ومَنِ الطاغي الذي مدَّ لهم

من سرابِ الحقِّ أوهى سببِ؟

أو مـا كنّا لـه في خطبـهِ

معقلَ الأمن ِ وجسرَ الهربِ؟

مـا لنا نلمـحُ فـي مشيتهِ

مخلبَ الذئـبِ وجلدَ الثعلبِ؟

يا لذلِّ العهدِ إن أغضى أسىً

فوقَ صدرِ الشرفِ المنتحـبِ!

يا روابي القدسِ يا مجلى السّنا

يا رؤى عيسى على جفنِ النبي

دونَ عليائكِ في الرحبِ المدى

صهلةُ الخيلِ ووهجُ القضـُبِ !

لـمّتِ الآمـالُ مـنّا شملنا

ونمـتْ ما بيننا من نسـبِ

فإذا مصـرُ أغـاني جلّـقٍ

وإذا بغـدادُ نجـوى يثـربِ

ذهبـتْ أعلامُها خافـقـةً

والتقـى مشـرقُها بالمغـربِ

كلّما انقضَّ عليها عاصـفٌ

دفنتـهُ في ضلـوعِ السّحـبِ

بوركَ الخطبُ، فكم لفَّ على

سهمهِ أشتاتَ شعـبٍ مغضبِ

يا عروسَ المجدِ حسبي عزّةً

أن أرى المجدَ انثنى يعتـزُّ بي

أنا لولاهُ لمـا طوّفـتُ فـي

كـلِّ قفـرٍ مترامٍ مجـدبِ

ربَّ لحنٍ سالَ عن قيثارتي

هزَّ أعطافَ الجهادِ الأشـيبِ

لبـلادي ولـروّادِ الـسّـنا

كـلُّ ما ألهمـتِني من أدبِ

وَما سَجَعَت وَرقاءُ تَهتُفُ بِالضُحى::قيس بن ذريح

وَما سَجَعَت وَرقاءُ تَهتُفُ بِالضُحى

تُصَعِّدُ في أَفنانِها وَتُصَوِّبُ

وَما أَمطَرَت يَوماً بِنَجدٍ سَحابَةٌ

وَما اِخضَرَّ بِالأَجراعِ طَلحٌ وَتَنضُبُ

وَقالَ أُناسٌ وَالظُنونُ كَثيرَةٌ

وَأَعلَمُ شَيءٍ بِالهَوى مَن يُجَرِّبُ

أَلا إِنَّ في اليَأسِ المُفَرِّقُ راحَةً

سَيُسليكَ عَمَّن نَفعُهُ عَنكَ يَعزُبُ

فَكُلُّ الَّذي قالوا بَلَوتُ فَلَم أَجِد

لِذي الشَجوِ أَشفى مِن هَوى حينَ يَقرُبُ

عَلَيها سَلامُ اللَهِ ما هَبَّتِ الصَبا

وَما لاحَ وَهنا في دُجى اللَيلِ كَوكَبُ

فَلَستُ بِمُبتاعٍ وِصالاً بِوَصلِها

وَلَستُ بِمُفشٍ سِرَّها حينَ أَغضَبُ

بَسَطَتْ رَابِعَةُ الحَبْلَ لَنا:سويد بن أبي كاهل اليشكري


1: بَسَطَتْ رَابِعَةُ الحَبْلَ لَنا = فَوَصَلْنَا الحَبلَ منها ما اتَّسَعْ
2: حُرَّةٌ تَجْلُو شَتِيتاً وَاضِحاً = كشُعَاعِ الشمسِ في الغَيْم سَطَعْ
3: صَقلَتْهُ بِقَضِيبٍ ناضِرٍ = مِنْ أَراكٍ طَيِّبٍ حتى نَصَعْ
4: أَبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيذاً طَعْمُهُ = طَيِّبَ الرِّيقِ إِذا الريقُ خَدَعْ
5: تَمْنَحُ المِرآةَ وَجْهاً وَاضِحاً = مثلَ قَرْنِ الشمسِ في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ
6: صَافِيَ اللَّوْنِ، وطَرْفاً ساجِياً = أَكْحَلَ العَيْنَيْنِ ما فيه قَمَعْ
7: وقُرُوناً سَابِغاً أَطْرَافُها = غَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ
8: هَيَّجَ الشَّوْقَ خَيَالٌ زَائرٌ = مِن حَبيبٍ خَفِرٍ فيهِ قَدَعْ
9: شَاحِطٍ جَازَ إِلى أَرْحُلِنَا = عُصَبَ الغَابِ طُرُوقاً لم يُرَعْ
10: آنِس كان إِذَا ما اعْتادَنِي = حالَ دُونَ النَّوْمِ مِنِّي فامْتَنَعْ
11: وكذَاكَ الحُبُّ ما أَشْجَعَهُ = يَرْكَبُ الهَوْلَ وَيَعْصِي مَنْ وَزَعْ
12: فأَبيتُ الليلَ ما أَرْقُدُهُ = وبِعَيْنَيَّ إِذَا نَجمٌ طَلَعْ
13: وإِذَا ما قلتُ لَيْلٌ قد مَضَى = عَطَفَ الأَوَّلُ مِنهُ فَرَجَعْ
14: يَسْحبُ الليلُ نُجُوماً ظُلَّعاً = فَتَوَالِيهَا بَطيئاتُ التَّبَعْ
15: ويُزَجِّيها عَلَى إِبْطائِها = مُغْرَبُ اللَّوْنِ إِذَا اللَّوْنُ انْقشَعْ
16: فَدَعانِي حُبُّ سَلْمَى بَعْدَ ما = ذَهَبَ الجِدَّةُ مِنِّي والرَّيَعْ
17: خَبَّلَتْني ثُمَّ لمَّا تُشْفِنِي = فَفُؤَادِي كلَّ أَوْبٍ ما اجتَمَعْ
18: ودَعَتْنِي بِرُقاهَا، إِنَّها = تُنزِلُ الأَعْصَمَ مِن رَأْسِ اليَفَعْ
19: تُسْمِعُ الحُدَّاثَ قولاً حَسَناً = لو أَرَادُوا غَيرَهُ لم يُسْتَمَعْ
20: كَمْ قَطَعْنا دُونَ سَلْمَى مَهْمَهاً = نازِحَ الغَوْرِ إِذَا الآلُ لَمَعْ
21: في حَرُور يَنْضَجُ اللَّحْمُ بها = يأَخُذُ السَّائِرِ فيها كالصَّقَعْ
22: وتَخَطَّيْتُ إِليها مِن عُدىً = بِزَماعِ الأَمْرِ والهَمِّ الكَنِعْ
23: وفَلاَةٍ وَاضِحٍ أَقْرَابُهَا = بَالِياتٌ مثلُ مُرْفَتِّ القَزَعْ
24: يَسْبَحُ الآلُ عَلَى أعْلاَمِها = وعَلَى البِيدِ إِذَا اليومُ مَتَعْ
25: فَرَكِبْناها عَلَى مَجْهُولِها = بِصِلاَبِ الأَرْضِ فيهِنَّ شَجَعْ
26: كالمَغَالِي عارِفاتٍ لِلسُّرَى = مُسْنَفاتٍ لَمْ تُوَشَّمْ بِالنِّسَعْ
27: فَتَرَاها عُصُفاً مُنْعَلَةً = بِنِعَالِ القَيْنِ يَكْفِيها الوَقَعْ
28: يَدَّرِعْنَ الليلَ يَهْوِينَ بِنَا = كَهَوِيِّ الكُدْرِ صَبَّحْنَ الشَّرَعْ
29: فَتَنَاوَلْنَ غِشاشاً مَنْهَلاً = ثمَّ وَجَّهْنَ لأَِرْضٍ تُنْتَجَعْ
30: مِنْ بَنِي بَكْرٍ بِها مَمْلَكَةٌ = مَنْظَرٌ فيهمْ وفيهمْ مُسْتَمَعْ
31: بُسُطُ الأَيْدِي إِذَا ما سُئِلُوا = نُفُعُ النَّائِلِ إِنْ شيءٌ نَفَعْ
32: مِنْ أُناسٍ لَيْسَ مِنْ أَخلاقِهِمْ = عاجِلُ الفُحْشِ ولا سُوءُ الجَزَعْ
33: عُرُفٌ لِلْحَقِّ ما نَعْيا بهِ = عندَ مُرِّ الأَمرِ، ما فِينَا خَرَعْ
34: وإِذَا هَبَّتْ شَمالاً أَطْعَمُوا = في قُدُورٍ مُشْبَعَاتٍ لم تُجَعْ
35: وجِفانٍ كالجَوَابِي مُلِئَتْ = مِن سَمِيناتِ الذُّرَى فيها تَرَعْ
36: لا يَخافُ الغَدْرَ مَن جاوَرَهم = أَبداً منهُمْ ولا يَخْشَى الطَّبَعْ
37: ومَسَاميحُ بما ضُنَّ بهِ = حاسِرُو الأَنْفُسِ عن سُوءِ الطَّمَعْ
38: حَسَنُو الأَوْجُهِ بِيضٌ سادَةٌ = ومَرَاجِيحُ إِذَا جَدَّ الفَزَعْ
39: وُزُنُ الأَحلاَمِ إِنْ هم وَازَنُوا = صادِقُو البأْسِ إِذَا البأْسُ نَصَعْ
40: ولُيُوثٌُ تُتَّقَى عُرَّتُهَا = ساكِنُو الرِّيحِ إِذَا طارَ القَزَعْ
41: فَبهمْ يُنْكَى عَدُوٌّ وبِهِمْ = يُرْأَبُ الشَّعْبُ إِذَا الشَّعْبُ انْصَدَعْ
42: عَادةً كانتْ لهم مَعْلُوََمًة = فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ لَيْسَتْ بالبِدَعْ
43: وإِذا ما حُمِّلُوا لم يَظْلَعُوا = وإِذَا حَمَّلْتَ ذَا الشِّفِّ ظَلَعْ
44: صالِحُو أَكْفائِهِمْ خُلاَّنُهُمْ = وسَرَاةُ الأَصْلِ، والناسُ شِيَعْ
45: أَرَّقَ العَيْنَ خَيَالٌ لَمْ يَدِعْ = من سُلَيْمَى، ففؤادِي مُنْتَزَعْ
46: حلَّ أَهْلِي حيثُ لا أَطْلُبُها = جانبَ الحِصْنِ، وحَلَّتْ بالفَرَعْ
47: لا أُلاَقِيها وقَلْبي عِندها = غيْرَ إِلمَامٍ إِذَا الطَّرْفُ هَجَعْ
48: كالتُّؤاَمِيَّةِ إِنْ باشَرْتَها = قَرَّتِ العَيْنُ وطابَ المُضْطَجَعْ
49: بَكَرَتْ مُزْمِعةً نِيَّتُها = وحَدَا الْحَادِي بِها ثُمَّ انْدَفَعْ
50: وكَرِيمٌ عندَها مُكْتبَلٌ = غَلِقٌ إِثْرَ القَطِين المُتَّبَعْ
51: فكأَنِّي إِذْ جَرَى الالُ ضُحيٍ = فَوقَ ذَيَّالٍ بِخَدَّيْهِ سُفَعْ
52: كُفَّ خَدَّاهُ علي دِيباجَةِ = وعلَى المَتْنينِ لَوْنٌ قد سَطَعْ
53: يَبْسُطُ المَشْيَ إِذَا هَيَّجْتَهُ = مِثلَ ما يَبْسُطُ في الخَطْوِ الذَّرعْ
54: رَاعَهُ مِن طَِّيئٍ ذُو أَسْهُمٍ = وضِرَاءٌ كُنَّ يُبْلِينَ الشِّرَعْ
55: فَرَآهُنَّ ولمَّا يَسْتَبِنْ = وكِلاَبُ الصَّيْدِ فيهنَّ جَشَعْ
56: ثُمَّ وَلَّى وجَنَابَانِ لَهُ = من غُبَارٍ أَكْدَرِيٍّ واتَّدَعْ
57: فَتَرَاهُنَّ علَى مُهْلَتِهِ = يخْتَلِينَ الأَرضَ والشَّاةُ يلَعْ
58: دَانيَاتٍ ما تَلَبَّسْنَ به = وَاثِقَاتٍ بِدِماءٍ إِنْ رَجَعْ
59: يُرْهِبُ الشَّدَّ إِذَا أَرْهَقْنَهُ = وإِذَا برَّزَ مِنهنَّ رَبَعْ
60: ساكِنُ القَفْرِ أَخُو دَوِّيَّةٍ = فإِذَا ما آنَسَ الصَّوْتَ امَّصَعْ
61: كَتَبَ الرَّحمنُ، والحَمْدُ لهُ، = سَعَةَ الأَخْلاَقِ فِينَا والضَّلَعْ
62: وإِباءَ لِلدَّنِيَّاتِ إِذَا = أُعْطِيَ المَكْثُورُ ضَيْماً فكَنَعْ
63: وبِناءً لِلْمَعالِي، إِنَّما = يَرْفَعُ اللهُ ومَنْ شاءَ وَضَعْ
64: نِعَمٌ لِلهِ فِينَا رَبَّهَا = وصَنِيعُ اللهِ، واللهُ صَنَعْ
65: كَيْفَ باسْتِقْرِارِ حُرٍّ شاحِطٍ = بِبِلاَدٍ ليسَ فيها مُتَّسعْ
66: لا يُرِيدُ الدَّهرَ عنها حِوَلاً = جُرَعُ المَوْتِ، ولِلْمَوتِ جُرَعْ
67: رُبَّ مَن أَنْضَجْتُ غَيظاً قَلبَهُ = قد تَمَنَّى لِيَ مَوْتاً لم يُطَعْ
68: ويَرَانِي كالشَّجَا في حَلْقِهِ = عَسِراً مَخْرَجُهُ مَا يُنْتَزَعْ
69: مُزْبَدٌ يَخْطِرُ ما لم يَرَنِي = فإِذَا أَسْمَعْتُهُ صَوْتِي انْقَمَعْ
70: قد كَفانِي اللهُ ما في نفسهِ = ومتَى ما يَكْفِ شَيْئاً لا يُضَعْ
71: بئْسَ ما يَجْمَعُ أَنْ يَغْتَابَنِي = مَطْعَمٌ وَخْمٌ ودَاءٌ يُدَّرَعْ
72: لم يَضِرْنِي غَيْرَ أَنْ يَحْسُدَنِي = فهْو يَزْقُو مثلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ
73: ويُحَيِّينِي إِذَا لاَقَيْتُهُ = وإِذَا يَخْلُو لهُ لَحْمِي رَتَعْ
74: مُسْتَسِرُّ الشَّنْءِ لو يَفْقِدُنِي = لبَدَا منهُ ذُبابٌ فَنَبَعْ
75: ساءَ ما ظَنُّوا وقد أَبْلَيْتُهُمْ = عند غايات المَدَى كَيْفَ أَقَعْ
76: صاحِبُ المِئْرَةِ لا يَسْأَمُها = يُوقِدُ النَّارِ إِذَا الشَّرُّ سَطَعْ
77: أَصْقَعُ النَّاسِ بِرَجْمٍ صائِبٍ = ليسَ بالطَّيْشِ ولا بالمُرْتَجَعْ
78: فارِغُ السَّوْطِ فما يَجْهَدُنِي = ثَلِبٌ عَوْدٌ ولاَ شَخْتٌ ضَرَعْ
79: كيفَ يَرْجُونَ سِقَاطِي بَعْدَ ما = لاَحَ في الرَّأسِ بَيَاضٌ وصَلَعْ
80: وَرِثَ البِغْضَةَ عَنْ آبائِهِ = حافِظُ العقْل لِمَا كان أَسْتَمَعْ
81: فَسَعَى مَسْعَاتُهُمْ فِي قَوْمِهِ = ثمَّ لم يَظْفَرْ ولاَ عَجْزاً وَدَعْ
82: زَرَعَ الدَّاءَ ولم يُدْرِكْ بهِ = تِرَةً فَاتتْ ولاَ وَهْياً رَقَعْ
83: مُقْعِياً يَرْدِي صَفَاةً لم تُرَمْ = في ذُرَى أَعْيَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ
84: مَعْقِلٌ يَأْمَنُ مَنْ كانَ بهِ = غَلَبَتْ مَنْ قَبْلَهُ أَن تُقْتَلَعْ
85: غَلَبَتْ عاداً ومَنْ بَعْدَهُمُ = فأَبَتْ بَعْدُ فَليْسَتْ تُتَّضَعْ
86: لا يَرَاها النَّاسُ إِلاَّ فَوْقَهُمْ = فَهْيَ تأتي كيْفَ شاءَتْ وتَدَعْ
87: وهوَ يَرْمِيها ولَنْ يَبْلُغَهَا = رِعَةَ الجاهلِ يَرْضَى ما صَنَعْ
88: كَمِهَتْ عَيْناهُ حتَّى ابْيَضَّتَا = فهُوَ يَلْحَي نفسَهُ لمَّا نَزَعْ
89: إِذْ رَأَى أَنْ لم يَضِرْها جَهْدُهُ = ورَأَى خَلْقاءَ ما فيها طَمَعْ
90: تَعْضِبُ القَرْنَ إِذَا نَاطَحهَا = وإِذَا صابَ بها المِرْدَى انْجَزَعْ
91: وإِذَا ما رَامَها أَعْيَا بِهِ = قِلَّةُ العُدَّةٍ قِدْماً والجَدَعْ
92: وعدوٍّ جاهِدٍ نَاضَلْتُهُ = في تَرَاخِي الدَّهْر عنكم والجُمَعْ
93: فَتَسَاقَيْنَا بِمُرٍّ ناقِعٍ = في مَقامٍ ليس يَثْنِيهِ الوَرَعْ
94: وارْتَميْنا والأَعادِي شُهَّدٌ = بِنِبَالٍ ذَاتِ سُمٍّ قد نَقَعْ
95: بِنِبالٍ كُلُّها مَذْرُوبَةٌ = لم يُطِقْ صَنْعَتَها إِلاَّ صَنَعْ
96: خَرَجَتْ عن بِغْضَةٍ بَيِّنَةٍ = في شَبابِ الدَّهْرِ والدَّهْرُ جَذَعْ
97: وتَحَارَضْنَا وقالُوا: إِنَّما = يَنْصُرُ الأَقْوامُ مَنْ كان ضَرَعْ
98: ثمَّ وَلَّى وهْو لا يَحْمِي اسْتَهُ = طائِرُ الإِتْرَافِ عنْهُ قد وَقَعُ
99: ساجِدَ المَنْخِرِ لا يَرْفَعُهُ = خاشِعَ الطَّرْفِ أَصَمَّ المُسْتَمَعْ
100: فَرَّ مِنِّي هارباً شَيْطانُهُ = حيثُ لا يُعْطِي ولا شيئاً مَنَعْ
101: َفرَّ مِنِّي حِينَ لا يَنْفَعُهُ = مُوقَرَ الظَّهْرِ ذَلِيلَ المُتَّضَعْ
102: ورَأَى مِنِّي مَقَاماً صادِقاً = ثابِتَ المَوْطِنِ كَتَّامَ الوَجَعْ
103: ولِساناً صَيْرَفِيًّا صارِماً = كحُسَامِ السَّيْف ما مَسَّ قَطَعْ
104: وأَتانِي صَاحِبٌ ذُو غَيِّثٍ = زَفَيَانٌ عِنْدَ إِنْفادِ القُرَعْ
105: قالَ: لَبَّيكَ، وما اسْتَصْرخْتُهُ = حاقِراً لِلنَّاسِ قَوَّالَ القَذَعْ
106: ذُو عُبَابٍ زَبِدٍ آذِيُّهُ = خَمِطُ التَّيَّارِ يَرْمي بِالقَلَعْ
107: زَغْرَبِيٌّ مُسْتَعِزٌّ بَحْرُهُ = ليس لِلماهِرِ فيهِ مُطَّلَعْ
108: هَلْ سُوَيْدٌ غيرُ لَيْثٍ خَادِرٍ = ثَئِدَتْ أَرْضٌ عليهِ فَانْتَجَعْ