الجنون آية في الليل وعلامة لمن أضاءوا للخلق طريق الهداية ـ لسان المعاني
بِسْمِ اللّٰـهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي اسبغ نعمه ظاهرةً وباطنة . الذي مد البحار واجری الانهار . وجعل في كل شيء خلقه آية تدل علی صمديته وحده وربوبيته.
وكان كلُ شيء مستورا هو مظهره فالغيب له وحده
فلقد انزل الكتب وجعل بكل آية آيةً تدل عليها من واقع ما خلقه من نعم تجري وتثري خليقته بليلٍ او نهار.
قال سبحانه
{سنريهم آياتِنا في الآفاق وفي أنفسهم .... }
وكان حق بكلِ مكانٍ وزمانٍ معاني وعبر لا تدعُ مدخلاً للشك او الريب بذلك الصانع المتقن إنه الرحمن
{الذي احسن كل شيءٍ خلقه...}
وهل من الليل إلا الزمن . وهل من الليل الا الستر واللباس للمكان
{وجعلنا الليل لباسا ۞ وجعلنا النهار معاشا }
وقد وقع علی الليل قمرࣱ أنار حتی الفجر فقدم الحساب علی الليلة فأصبح منه تاريخ يحسب.
وخلد الذكر للجحود وللكفر راجالا ونساءاً فكان الكفر هو الاعراض ويعني ستر النعمة عوض الشكر فكان جُنونا بجحودها .. وأتت الحجج والوعد والوعيد بكل طرق البيان والبرهان حتی تقام الحجة علی سائر الخلق {ليميز الله الخبيث من الطيب ....}
وكان لتلك الرسالة رجالࣱ صادقون رُموا وقذفوا بكل التّهم واوذوا وصبروا حتی اتاهم نصروا الله وتأييده .
فقذفوا بالسحر والجنون والكهانة وغيره ... {وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تُملا عليه بكرةً واصيلا}
ولم يعتبروا بالأولين وهكذا درب الجاحدين الهالكين ....
وكان آخر تلكم الرجال هو محمد بن عبدالله صلی الله عليه وسلم.
الذي مر عليه اكثر من 1400 سنة وهو رسول العالمين ونور للخلق اجمعين.
وانظر واقع العالم اليوم وتأمل صورهم واصواتهم ستجد انهم متشابهون يدل علی أنهم اخوةࣱ من آدم وحوّی
ولو تأملت احوالهم ستعرف واقعاً غير ذلك
فنظر الی كم اديان ومذاهب
والدين عند الله الاسلام
والقتال ماشُرع الا لدحر الباطل ،فنظر الی اين وصل بهم الحال من التقتيل والتشريد .. وجُعل من الذكاء قمة بالغباء بإبتكار واختراع اسلحة لدمار العالم ونسف بيوتٍ لأطفالٍ رُضّع . واصبح القوي يفكر بدولته وأمته ويبكي علی أطفاله ويوفر كلَ سُبلِ الأمان والعيش لهم .. وفي المقابل يقصف اطفالاً هم كذلك كانوا يوما من بني بشريتِه واخوّته ..
فمتی يهتدي الشعور؟ ويأتي الضمير ويحل السلام ويعرف كل واحدٍ أن الآخر مثله لحما ودما ربما يكون اخوه وإن بعدت مسافته عنه ؟!
لايسلّم عليه ولا يتفاخر عليه بأسلحة طويلة المدیٰ....
مواضيع اخری
تعليقات