ّ بِسْمِ اللّٰـهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقامات عند الله وشعور العبد بها /موقع لسان المعاني
الحمد لله الذي جعل في كل خلقٍ خلقه كل سبيل السواء واتقن كل شئ خلقه فلا نقص ولا زيادة في خلقه سبحانه. الذي قدر فهدیٰ والذي اخرج المرعی
وهو الذي جعل بين النفوس قواسم تلتقي بينها وبين مقامه العظيم .
ولقد جرت مشيئته في خلقه بسابق علمه ومحكم قدره فابدع خِلقتهم وجعل لكل نفسٍ سببا لا يختلف عن الأخری بكل مقامات الخلق ( علم وجسم وقوة وصورة حسنة ) .
وجعل لكل نفسٍ الحرية بمسلك هدايته وسابق قدره لتختار مقامها عند الله ورتبتها بين المخلوقين .
وبذلك تعددت المآرب وكم كانت من مشارب وهكذا كان لذلك المخلوق حرية لشق طريقه الدينية والحياتية الابدية. وما كان لله فاصلࣱ في ذلك لأنه مهما ابتعد بمقاصده فلا بد عليه أن يكون عبدا لله بكل حالٍ.
وعندما جرت الحياة بذلك التسابق والتنافس
هناك من ارتقی عند مولاه وهناك من تضعضع مقداره .ولذلك اصبحت هنالك مقامات للعبوديه وللعباد ودرجات للثواب ودركات للعقاب.
وخلد التاريخ اسماءاً للذين نالوا مقامات ودرجات عند الله
وامثلة لهم:
1-محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام
2-والياس عليه السلام
3-وابراهيم وعيسیٰ وامه مريم بنت عمران عليهم الصلاة والسلام
4ـ وخديجة بنت خويلد وامرأة فرعون وغيرهن عليهنّ سلام الله.
وكذلك خلد اسماءا للذين نالوا دركات عند الله واصبح مقامهم سخطه
ولهم امثلة:
1:فرعون
2-والنمرود وابو لهب
3-وازر ابو ابراهيم عليه السلام
4-امرأة لوط عليه السلام وزوجة ابو لهب
ولم يكن لذلك المقام مشاعر او خروج عن القدره والقوة التي خلقوا بها بل كانت مثابرتهم وعزيمتهم وصبرهم الدافع والعماد لنيل تلك المقامات والمراتب
ولذلك قال الله (واصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ....) وكان كل قدر ونور يشع من ذلك الرجال هو بفضل ذلك الصبر والجهد ونبذا لتلك المظاهر الدنيوية الرخيصة (واصبر وما صبرك الا بالله....)
حتی اصبحوا مناراتٍ يهتدی بها علی مر الازمان وفي كل الاقطار والأماكن.
وكان الله وحده الفعال لمايريد (وماربك بظلّامٍ للعبيد)
وهكذا جرت مشيئته وتمت حكمته بخلقه علی السواء والعدل وكان فضله جزاءاً للصبرين بماصبروا وبحثوا عن سُبلِ الهُدیٰ حتی علا مقامُهم عند الرحمن .
ولمّا كان التفكير سببا لكل بنيان يتم بمشاركة الجميع في حياة الطاعة كان ايضا سببا وحبلا يمتد بين القلوب فيجسد مشاعر للمعرفة وللتعاون في غمارات الحياة المختلفة.
وحتی تبحث عن عظيم فوالله مهما بحثت وسألت وتأملت فلن تجدَ الا الرحمن وحده له العظمة المطلقه بلا تشبيه جلَّ عن الزوجة والولد والشريك.
وهذا شعور كل متأمل وتفكير كل عاقل وفيصل كل أمر فالملكُ لله الواحد القهار. وشعوري بكم مثل كل قولٍ اسمع وصورة اریٰ وآخر مثلما يخصني الله به فأكتب ومن اكون مثلما تعلمون مثلك وعند الله مثلما تشعر بي من كتبي
وهكذا كل عبدٍ اجره ووزره علی الله الذي فطره
ولا يوجد شيء اسمه الواسطة بين الله وخلقه فهو اقرب اليك من حبل الوريد .
ولا يوجد طرف ثالث بين الله ومخلوقاته ولا باي سبيلٍ فلا توجد درجة او فضل يؤدي الی ذلك لأن الله لا يحتاج الی واسطة بينه وبين خلقه فهو السميع البصير القريب المجيب .....
فاطرق بأفكارك وابحث بمشاعرك فلن تجد الا كما تعلم أن ليس الا الله ربّاً وعلمك به فطرة قدّرها بما يتلائم وحواسك ومشاعرك .
مواضيع اخریٰ
تعليقات